نتائج التحول الرقمي على القطاع الصحي
هاني مصطفى
هاني مصطفى
في ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات أصبح نظام التحول الرقمي وسيطًا تكنولوجيًّا بين تقنية المعلومات وبين التقنية الطبية، فكانت أهم نتائجه وأعظمها تحويل المستشفيات من الصورة التقليدية النمطية إلى الصورة الرقمية، التي توفر بمنتهى البساطة والسرعة والدقة بيانات عن المرضى، وأعمال الموظفين، والتجهيزات الطبية، وغرف العمليات، وإشغال الغرف، ومعلومات عن الطاقم الطبي، والحسابات، والمخازن، والإيرادات والنداء الآلي وغيرها من أشكال التفاعل داخل المستشفيات.
وبتطبيق التحول الرقمي في القطاع الصحي، فقد حصد مجموعة كبيرة من النتائج تمثلت في:
أولاً: الحصول على معلومة رقمية دقيقة، بدورها تكوِّن معلومة تراكمية نستخلص منها نقاطًا تنبؤية تساعدنا في التخطيط والإعداد ومن ثم البناء والتنمية والتميز، فالجهد البشري يعطيني معلومة دقيقة بنسبة محصورة بين 50% إلى 60% في فترة زمنية كبيرة وجهد كبير أيضًا، في حين يوفر لي النظام معلومة بدقة تصل إلى 98% في جزء من الثانية وبأقل جهد.
فهو بذلك يوفر الجهد والوقت، ويضمن الدقة والسرعة والشمولية مقارنة بالجهد البشري.
ثانيًا: توفير تكاليف التشغيل وأعبائه؛ إذ إن الاعتماد على نظام التحول الرقمي في القيام بالأعمال الروتينية التي تستلزم وفرة في عدد العاملين وساعات العمل، حيث يقتصد فيهما ومن ثم يخفض من الكلفة والأعباء، علاوة على الوقت المهدر في تنفيذ هذه الأعمال.
ثالثًا: توفير الوقت المهدر الذي يستهلكه الموظفون في الأعمال الروتينية للحصول على المعلومة التي كانت تفتقد - رغم هذا الجهد والوقت - إلى الدقة، إذ هي بالأساس عمل بشري.
رابعًا: كشف الخلل في الدورة المحاسبية أو الدورة المستندية في المستشفى أو المخازن، فاستخدم نظام التحول الرقمي في الدورة التخزينية الخاصة بالمستشفى يعين على معرفة الحد الأقصى من الاستهلاك، ومن ثم لن يكون هناك بضاعة (expired) في المخازن، فدور النظام يتمثل في كشف الخلل في منظومة الاستهلاك.
خامسًا: خفض المصروفات، فنظام التحول الرقمي قادر على كشف الخلل في كلفة بعض العمليات، من خلال حساب الكلفة الفعلية لكل عملية، عن طريق حساب استهلاك كل طبيب للخامات في العملية الجراحية، ومقارنة ذلك بالكلفة الفعلية، ومن ثم تحديد أوجه الإسراف والإتلاف، حيث يكشف النظام الرقمي الذي يستخدمه كل طبيب في غرفة العمليات في كل عملية، وبالتالي أستطيع تحديد من أين يأتي الخلل فأقوم بعلاجه وتوجيه المصروفات في الوجه الأنفع، فالبرنامج أو النظام يساعدني بشكل افتراضي على الوقوف على مسببات الخسائر ويضع معي حلولاً لها لتلافي هذه الخسائر مستقبلًا.
سادسًا: معرفة الخسائر وتحديدها: من أعظم مكاسب نظام التحول الرقمي هو قدرته الفائقة والدقيقة على تحديد مكمن الخسائر في المنشآت الطبية، فهو يوفر معلومة رقمية يمكن قياسها، وهذا أفضل ما يميزه عن غيره، وقياس المعلومة يوفر رؤية تنبؤية تمكن من التنبؤ بحجم المكاسب والخسائر، ومن ثم معرفة أسباب المكاسب وتعظيمها وأسباب الخسائر وتقليلها بل تلافيها، من خلال شراء بضاعة بكميات مضبوطة حتى لا تتراكم أدوية منتهية الصلاحية (expired) عندي تزيد من قيمة الخسائر.
كما أن استخدام التقنية الرقمية يزيد من حجم الأرباح والمكاسب، وهذا ما أكده استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جارتنر (Gartner) قبل عام، قال إن 56% من تحسيناتهم الرقمية قد حسّنت الأرباح بالفعل.
سابعًا: اقتراح الحلول لتقليل حجم الخسائر: النظام من خلال قاعدة البيانات قادر على تقديم نتائج تعبر عن حجم الخسائر ونوعها داخل المنشأة الطبية، وعليه يمكنه اقتراح حلول تقلل حجم الخسائر التي تصل في وقت محدود إلى صفر بالمائة، بل يعزز من قيمة المكاسب في الوقت ذاته.
ثامنًا: الربط العاطفي أو الوجداني بين المريض والمنشأة الصحية من خلال متابعة الوضع الصحي للمريض عبر تطبيق إلكتروني يتابع حالته الصحية ويذكره بمواعيد تناول الأدوية، وينشر له الإرشادات الصحية وتحاليله الطبية علاوة على ربطه بملفه الطبي.
وخلاصة الأمر أن التحول الرقمي يسهم في تحويل المستشفيات من شكلها التقليدي بكل ما ارتبط به من مشاكل وتحديات إلى الصورة الرقمية المتطورة التي تواكب التطور العلمي والتكنولوجي، فهو يعين على تقديم خدمة مميزة تنعكس بشكل إيجابي ومبهر على العاملين بالمستشفى وعلى متلقي الخدمة من المرضى.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً