الإثنين، 08 يوليو 2024

04:21 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

دراما «المتحدة» وصناعة وعي الإنسان المُعاصر

شهاب عمران

شهاب عمران

شهاب عمران

«الإرهاب لا دين له» هكذا أحب أن أستفتح كلامي بهذه العبارة الصادقة، حتى ندرك من أول الأمر أن جميع الأديان تدين العنف والتطرف والإرهاب وتتبرأ من سفك الدماء بغير حق.. فالعديد من مجتمعات العالم المعاصر ، تعيش حالة من التوتر والقلقِ الدائمين هذه الأيام؛ وذلك بسبب انتشار التطرف الفكري الذي ازدادت حِدَّتُه في الآونة الأخيرة لأنه لم يعد محصور في دائرة التنظير، وإنما خرج إلى حيز الوجود الواقعي. ومن ثم أصبح الركيزة الأساسية للولوج في دوامة العنف الذي نجم عنه الإرهاب الإجرامي بصوره المتعددة.

المتحدة وصناعة الوعي 

الفن والموسيقى وبالتحديد الدراما هما درع البلد، والسلاح المرفوع دايما في وش أعدائها بالفكر وصناعة الوعي ومحاربة الفكر بالفكر، الشركة المتحدة ترفع شعار «صناعة الوعي» وتشارك خلال الموسم الرمضاني 2024 بالإنتاج الدرامي الأضخم ومن أبرز إنتاجيتهم مسلسل «الحشاشين» صاحب الميزانية الأضخم من أجل بناء وعي الإنسان المعاصر وأن الهدف من المسلسل هو مكافحة فكرة تغييب الوعي وفكرة الإرهاب وفكرة أني من أجل استغلال شخص لابد وأن أغيبه عن الوعي حتى يكون ملك أوامري، هكذا كان يفعل حسن الصباح صاحب أول جماعة إرهابية في التاريخ، التي خرج من رحمها جماعات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين.

جماعة الإخوان المسلمين تلعب دورا كبيرا وضخما في خلق كل هذا التطرف 

جماعات الإسلام السياسي تعد جسر يؤدي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفين، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف.
وعلى سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم داعش كان من الإخوان المسلمون، ولذلك تعد جماعة الإخوان المسلمين وسيلة وعنصرا قويا في صنع التطرف على مدى العقود الماضية.. تاريخ الإخوان الإجرامي طويل وممتد منذ مقتل المستشار الخازندار وأحمد ماهر رئيس الوزراء في أربعينات القرن الماضي إلى وقتنا هذا، يتصف تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بسلسلة من مناسبات العنف التي تورطت فيها، ابتداء من تكوين البنية الفكرية لنشوء التطرف، وانتهاء بالانخراط العملي في عدد من العمليات التي شهدتها المنطقة، وشهدت فيها على الدور السلبي لفكر وكوادر الجماعة.
سيد قطب، أحد أبرز كوادر الجماعة، وأقطاب كتلتها التنظيرية، بزرع بذور التطرف في الفضاء العام، وتفخيخه بالتأويلات المحتقنة التي حولت دهماء المنضوين تحت الجماعات الأيديولوجية إلى مشاريع جاهزة للتطرف.
كان «تنظيم 65» هو ثمرة فكر قطب، والشجرة التي توزعت أغصانها المفخخة في جغرافيا العالم، تتدلى منها مناسبات العنف، وتنبت على أطرافها في كل جولة زمنية، جماعة متطرفة تحيي رميم الإرهاب، وتشد في عضد المتطرفين.
أصدرت الجماعة كتابها «دعاة لا قضاة»، في الرد على أغاليط قطب وتوجهه لتسميم الفضاء العام بالفكر المتطرف، وتراجعاً منها عن المضامين القطبية الموتورة التي تشبعت بعناوين «التكفير» و«الحاكمية» و«جاهلية المجتمع».
لكن تلك المراجعات المترددة، لم تمنع أو تحد من فاعلية زرع ثآليل التشدد في البؤر الساخنة التي شهدت ولادة الإرهاب تحت ظل الجماعة وبرعاية من مطابخها الفكرية.
يقول الدكتور يوسف الرميح، أستاذ علم الجريمة، إن جماعة الإخوان هي أم الجماعات المتطرفة والتكفيرية مثل «القاعدة» و«داعش»، التي تفرخت عن فكرها المنحرف، وتغذت على أدبياتها، وشقت عصا الطاعة وخلقت سلطة ظل، تنازع الدولة في شرعيتها ومنهجها، مضيفاً: «فرض الإخوان، ومن بعدهم بقية الجماعات المتشددة، على أتباعهم الولاء والطاعة لقيادات الجماعة، وجعلت من هذا الولاء الأعمى طريقاً للخروج عن الأنظمة المستقرة، وفرقة المسلمين، وبث المناهج المشبوهة».
وأكد الرميح أن الفكر المتطرف هو أساس تشكيل وتحريك الجماعات المتناحرة والمهددة للسلم الأهلي، وفي المقابل، فإن الأمن الفكري، يمثل الركيزة الأساسية لأمن وبناء المجتمعات، وهو القاعدة المثالية للسلوك السويّ.. كل ما سبق يؤكد أن المتحدة تسير في الاتجاه الصحيح.