محمد فريد يكتب: حماية الخصوصية بين تسرب البيانات وصحة العقل
دكتور محمد فريد
محمد فريد
الخصوصية، هي أحد الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الأفراد، وتشمل حماية معلوماتهم الشخصية والحفاظ على سرية ما يتعلق بحياتهم الخاصة، ومع تطور التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، أصبحت مخاطر انتهاك الخصوصية تهدد صحة الفرد النفسية بشكل متزايد، يعد التبرع بالخصوصية أحد هذه المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار، إذ يمكن أن يؤدي فقدان الخصوصية إلى آثار سلبية على الصحة النفسية للفرد.
فهم التبرع بالخصوصية
قبل أن نناقش مخاطر التبرع بالخصوصية على الصحة النفسية، دعونا نوضح ما نقصده بالتبرع بالخصوصية. يشير التبرع بالخصوصية إلى تقديم المعلومات الشخصية أو الخاصة على الإنترنت دون تفكير كافٍ في العواقب المحتملة، سواء كان ذلك عن طريق نشر المعلومات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو تقديمها لشركات تكنولوجيا المعلومات دون التأكد من سياسات الخصوصية الخاصة بها.
ما هي صور التبرع بالخصوصية؟
صور التبرع بالخصوصية تتنوع وتتعدد، وتشمل مجموعة من السلوكيات والممارسات التي قد تعرض خصوصية الأفراد للخطر. إليك بعض الأمثلة على صور التبرع بالخصوصية:
- نشر المعلومات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يتمثل هذا في مشاركة المعلومات الشخصية مثل الصور الشخصية، والمواقع التي يتواجد فيها الفرد، وتفاصيل الحياة الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام دون النظر إلى العواقب المحتملة.
- تقديم المعلومات الشخصية للشركات والمواقع عبر الإنترنت بدون تفكير مسبق: يشمل ذلك تقديم المعلومات الشخصية مثل الاسم والعنوان والبريد الإلكتروني للمواقع عبر الإنترنت دون التأكد من سياسات الخصوصية لهذه المواقع.
- استخدام تطبيقات الهواتف الذكية التي تجمع البيانات الشخصية بشكل مكثف: هنا يتم تقديم المعلومات الشخصية مثل الموقع الجغرافي والعادات الشرائية والتفاصيل الصحية لتطبيقات الهواتف الذكية دون النظر إلى كيفية استخدام هذه المعلومات من قبل الشركات المطورة للتطبيقات.
- المشاركة في الاستطلاعات والدراسات عبر الإنترنت دون التحقق من مصداقية المصدر: يمكن أن تستغل بعض الاستطلاعات والدراسات عبر الإنترنت المعلومات الشخصية للأفراد بطرق غير مشروعة، لذا يجب على الأفراد التحقق من مصداقية المصدر قبل المشاركة فيها.
- تبادل المعلومات الشخصية عبر البريد الإلكتروني مع جهات غير معروفة: قد يتعرض الأفراد للتسليم بالخطأ للبريد الإلكتروني المزعج أو الاحتيالي الذي يطلب معلومات شخصية حساسة مثل كلمات المرور ومعلومات بطاقات الائتمان.
- استخدام البحث عبر الإنترنت دون اتخاذ إجراءات الخصوصية اللازمة: عند استخدام محركات البحث عبر الإنترنت مثل جوجل أو بينج، يمكن للأفراد أن يتعرضوا لخطر فقدان الخصوصية إذا لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية بياناتهم، مثل استخدام وضع التصفح الخاص وحذف تاريخ البحث بانتظام.
- المشاركة في المنتديات والمجتمعات عبر الإنترنت بمعلومات شخصية: قد يتعرض الأفراد لخطر فقدان الخصوصية عند المشاركة في المنتديات والمجتمعات عبر الإنترنت بمعلومات شخصية مثل الاسم الكامل أو الموقع الجغرافي دون النظر إلى من قد يكونوا يراقبون هذه المعلومات.
- استخدام تطبيقات الجوال التي تطلب إذن الوصول إلى معلومات شخصية: بعض تطبيقات الهواتف الذكية تطلب إذن الوصول إلى معلومات شخصية مثل جهات الاتصال أو الصور أو الملفات، وقد يؤدي الموافقة على هذه الطلبات دون التفكير بعناية إلى تعريض الخصوصية للخطر.
- الاشتراك في النشرات الإخبارية والبريد الدعائي دون مراجعة سياسات الخصوصية: يمكن أن يؤدي الاشتراك في النشرات الإخبارية والبريد الدعائي عبر البريد الإلكتروني دون مراجعة سياسات الخصوصية إلى تعريض بيانات الشخص للمزيد من الرسائل غير المرغوب فيها.
- تقديم المعلومات الشخصية في السياقات العامة دون الحاجة إليها: قد يطلب من الأفراد تقديم المعلومات الشخصية في السياقات العامة مثل المتاجر أو البنوك أو المكاتب الحكومية دون الحاجة الفعلية إليها، مما يعرض الخصوصية للخطر.
- استخدام الشبكات العامة للإنترنت دون اتخاذ إجراءات الأمان اللازمة: عند استخدام شبكات الواي فاي العامة في الأماكن العامة مثل المقاهي أو المطاعم دون استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN)، يمكن أن يتعرض الأفراد لخطر اختراق خصوصيتهم.
- تفعيل ميزات تتبع الموقع على التطبيقات والمواقع دون الضرورة: بعض التطبيقات والمواقع تطلب تفعيل ميزات تتبع الموقع لتقديم خدمات محددة، وقد يتم تفعيل هذه الميزات دون الضرورة الفعلية لذلك، مما يعرض الأفراد لخطر فقدان الخصوصية.
- مشاركة معلومات الدخول الشخصية مع الآخرين بشكل غير آمن: قد يتعرض الأفراد لخطر فقدان الخصوصية عند مشاركة معلومات الدخول الشخصية مثل كلمات المرور مع الآخرين بشكل غير آمن، مما يجعل حساباتهم عرضة للاختراق.
- المشاركة في التحديات والألعاب عبر الإنترنت التي تطلب معلومات شخصية: بعض التحديات والألعاب عبر الإنترنت قد تطلب من اللاعبين تقديم معلومات شخصية مثل الاسم الكامل أو تاريخ الميلاد، مما قد يعرض خصوصيتهم للخطر.
- استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الذكية التي تجمع بيانات عن السلوك الشخصي: يمكن للهواتف الذكية والأجهزة الذكية مثل الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء جمع بيانات عن السلوك الشخصي للمستخدمين، وقد يتم استخدام هذه البيانات بطرق تهدد خصوصية الأفراد.
وفى نهاية الجزء الأول من تلك السلسلة ارغب أن يتفهم القراء تلك الاشكال من التبرع بالخصوصية ومدى خطورتها التي لن تكفي مقالة واحدة لزكر تداعياتها ونلتقى على خير ان شاء الله في الجز الثاني والأخير حول تداعيات التبرع بالخصوصية على حياتنا النفسية وسبل العلا.
الدكتور محمد فريد، إخصائي الصحة النفسية والأمن السيبراني.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً