تميز وجرأة مرافعة مصر أمام العدل الدولية
النائب علاء عصام
علاء عصام يكتب
شاهدت خلال الأيام الماضية مرافعات عدد من الدول، أمام محكمة العدل الدولية، حيث طلبت الأمم المتحدة من المحكمة رأيا استشاريا لعدد من الدول، وكانت مرافعة مصر على لسان السفيرة ياسمين موسى، هي الأكثر تميزا وشجاعة مقارنة بكلمات دول عدة حتى الآن، حيث إن هذه المرافعات مستمرة لعدة أيام مقبلة.
وربما أكثر ما جذبني لكلمة مصر هو وصف العملية العسكرية، التي قام بها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني في غزة بالغاشمة، دون ذكر أنها رد وحشي علي عملية ٧ أكتوبر، مثلما أكد الكثير من الدول، حتى لا تغضب إسرائيل، والتجاهل هنا لأحداث ٧ أكتوبر، ربما يكون مقصودا لأننا نعلم ومؤمنون بحق شعبنا الفلسطيني في المقاومة.
كما جاء في كلمة مصر التنديد بخطورة المساعي الصهيونية، نحو التغيير الديموغرافي للتركيبة السكانية والتاريخية لفلسطين المحتلة، حيث تستطيع إسرائيل من خلال هذا المخطط إبادة الشعب الفلسطيني، ويحل محلهم المستوطنون الصهاينة في غزة ورام الله.
وهو الأمر الذي يوضح أن تغيير ديموغرافية فلسطين، من الممكن أن يحدث عبر عدة وسائل، من بينها التهجير القسري وحرب الإبادة وبناء المستوطنات بالقوة، عن طريق احتلال أجزاء من غزة ورام الله على مراحل.
ومن خلال هذه الرؤية، يتضح أن مصر لا تقف فقط في مواجهة التهجير القسري، بل تدرك أيضا أن مخطط التغيير الديموغرافي مستمر عن طريق الحرب والقصف والاستيطان، وإذا افترضنا جدلا أن هذه الحرب ستتوقف عاما أو عامين، فمن الممكن أن تتجدد في أي وقت لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني، وهو الذي جعل مصر تشدد على مطالبة العالم أجمع بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك لضمان وقف هذا المخطط الإجرامي.
كما تحدثت ممثلة مصر عن العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ ٧٥ عاما، وهذه الكلمات تؤكد وضوح مصر في حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وعدم قدرة مجلس الأمن على وقف استحواذ إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بالقوة، وكذلك ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير حسب القوانين الدولية، وهذا ليس تفسيرا خاصا بي للكلمة، ولكنه نص كلمة مصر في المرافعة.
أخيرا نشهد اليوم لقاء مخابراتيا بباريس، يجمع رؤساء مخابرات دول "مصر وإسرائيل وأمريكا وقطر"، ويأتي هذا اللقاء في نفس الوقت الذي سوف تستعرض فيه مصر صفقة اقتصادية كبري، من خلال مؤتمر لدولة رئيس الوزراء، ولعل الرسالة المصرية الواضحة للعدو الإسرائيلي تكون قد وصلت، وفي ظني أن هذه الرسالة مفادها "إذا كنتم تعولون على الأزمة فمصر قادرة على الصمود والمقاومة".
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً