الأحد، 24 نوفمبر 2024

04:17 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

مصطفى عنبر يكتب.. أردوغان في مصر.. أهمية التوقيت ودلالات الزيارة

مصطفى عنبر

مصطفى عنبر

A A

يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصر يوم الأربعاء المقبل، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية، في زيارة بالغة الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن العلاقات المصرية التركية لم تكن في أفضل حالاتها خلال السنوات الماضية، بسبب تباين الرؤى بين الدولتين في العديد من الملفات لاسيما الليبي والسوري والعراقي، وأيضا ملف الغاز واستخراجة من البحر المتوسط.

لذلك، تعتبر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر، بمثابة نقطة تحول في العلاقات المصرية التركية، وأيضا علاقة مصر بدول الإقليم، خاصة أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه أزمات المنطقة اشتعالا من جيدد لاسيما القضية الفلسطينية ومحاولات الضغط التي تمارسها إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة، وأيضا القضية الليبية، حيث تتداخل القاهرة وأنقرة في هاتين القضيتين بقوة بحكم القوة والتأثير والموقع الجغرافي لكلا البلدين.

وعلى الرغم من الخلافات والتجاذبات التي صدرت خلال فترة توتر العلاقات المصرية التركية، على خلفية عزل المصريين الرئيس الراحل محمد مرسي، واتخاذ الرئيس أردوغان موقفا معاديا لمصر، إلا أن الصبر المصري كان فرس الرهان في هذه الأزمة، لاسيما بعد أن أدرك الرئيس أردوغان صواب التوجه المصري في العديد من قضايا المنطقة، ومن ثم سعى لإعادة جذب ود مصر من جديد، وهذا دليل هام جدا، على رصانة السياسة المصرية في التعامل مع الأزمات الخارجية، ونجاحها في تحقيق أهدافها دون التلفظ بكلمة مسيئة لأحد.

تكتسب أيضا هذه الزيارة أهمية كبيرة، كونها تأتي في توقيت دقيق تتعرض فيه القضية الفلسطينية لحملة إسرئيلية-غربية لتصفيتها بتهجر الفلسطينيون من أرضهم، وما يثيره ذلك من تهديد للأمن داخليا وخارجيا، ومن هنا يتجلى تقدير مصر لعلاقاتها بالمحاور الأساسية في الإقليم مثل تركيا وإيران، وإعلاء المصلحة الوطنية على الخلافات، ووضع خطة عمل تتكاتف فيها الدول الفاعلة لردع إسرائيل من المضي في مخططها الاستعماري.

ولا شك أن زيارة الرئيس أردوغان لمصر، تتعدى مسألة الدعم الاقتصادى أو التبادل التجارى بين البلدين، بل ستكون السياسة حاضرة وبكل قوة، خاصة أن الأوضاع السياسية الراهنة تنعكس بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية، لذلك أمام الرئيس أردوغان فرصة كبيرة لتصحيح مسار علاقاته بمصر، والاصطفاف بجانب القاهرة لتجنيب المنطقة ويلات ما تسعى إليه إسرائيل من جر الإقليم لمزيد من الفوضى والصراعات والدمار.

search