علاء عصام يكتب وهم عودة "ترامب" .. عكس رغبة الجمهوريين
علاء عصام
علاء عصام
ترددت التنبؤات في كل مكان عن ترشح الرئيس الأمريكي السابق "ترامب"، في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في نوفمبر من هذا العام، وانتشرت هذه الأمنيات في مقالات ولقاءات عدة خلال الأيام الماضية.
وهذه التنبؤات في حد ذاتها تعبر عن قلق، من السياسات التي يتبناها الحزب الديمقراطي، والرئيس جو بايدن الإجرامية، في مواجهة دول عدة من العالم وعلي رأسها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والتحرشات الأمريكية في أقاصي أسيا.
وفي ظني أن هذا القلق ينتابنا جميعا وهو مشروع، ولكن علينا أن نفكر بموضوعيه، والسؤال هل ترامب ينفذ خطة أخري غير التي ينفذها بايدن حاليا؟، وبكل ثقة لا البته ولكن لكل حزب طريقته، أليس هو ترامب الذي أعلن صفقة القرن؟، ونشاهد حاليا تنفيذ جزئي لهذه الصفقة، من خلال الهجوم الإسرائيلي علي غزة ورام الله وبناء المستوطنات في القدس، وإعلان مشروع تهجير الفلسطينيين بمباركة أمريكية.
وهل موقف بايدن اختلف عن موقف ترامب من الصين الصاعدة أو من مشروع دعم الكيان الصهيوني أو من العلاقة مع الخليج؟، وأعتقد أن الأهداف الاستراتيجية الأمريكية التي تعيش علي الحروب، وبيع السلاح ،وإضعاف الدول التي تتبني أي مشروع إنتاجي يقلل من سيطرة ونفوذ أمريكا علي الأسواق، يتبناها الرئيسين أو الحزبين التي تقودهما الرأسمالية العالمية.
وعلي جانب أخر وعبر سنوات عديدة يحكم أمريكا برجوازي صغير، يسهل التحكم فيه، ولا أن تحكم الرأسمالية بنفسها، وربما هذه أحد أسباب هزيمة ترامب لأنه ظن أنه يمثل الرأسمالية بمفرده، وعبر عن سلوك فوضوي أزعج أصحاب القرار الأمريكي، وكان صريحا بشكل لا يناسب منهج أو طريقة أو سلوك رئيس أكبر دولة في العالم.
كما أن كورونا ساهمت في تدمير "ترامب" حيث تسببت في وجود 20 مليون عاطل، وساهمت في ارتفاع الأسعار وخنق المواطن الأمريكي، إلي جانب عدم احترامه إعلاميا القيم المصطنعة التي تعيش عليها أمريكا أمام شعبها ، ومنها مهاجمته الأقليات والمهاجرين وشهدت فترته، تجاوزات في حق المواطن الأسود مما أزعج المواطن الأمريكي بشدة وجعله يتعامل مع "ترامب" باعتباره معادي لقيمه.
ولاحظت ذلك من خلال زيارات عشوائية لعدد من المواطنين الأمريكان، خلال مشاركتي في الإشراف علي الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، ورغم أنني زرت أمريكا في ظل حكم "ترامب" إلا أن المسؤولين في الخارجية الأمريكية، جعلونا نزور عائلات في منازلهم في عدد من الولايات والحقيقة كلهم كانوا ضد سياسات "ترامب"، وسلوكه ولم أكتفي بذلك بل سألت مواطنين في الشوارع وطلاب في الجامعات، التي زرتها من خلال برنامج الزائر الدولي وكانت الأغلبية ترفض سلوك وتصريحات "ترامب"، فعدت مصر وتأكدت أنه لن ينجح بأي حال، وطبعا بعد كل هؤلاء كان الإعلام عدوه الأول، ليس فقط لأن الإعلام الأمريكي ينحاز للديمقراطيين أكثر من الجمهوريين ولكن أيضا لأن "ترامب هاجمهم من اللحظة الأولي بسذاجة.
وأعتقد أن الحزب الجمهوري سينافس "بايدن" أو أي مرشح ديمقراطي أخر، بمرشح أكثر شبابا وليس قريب من عمر بايدن مثل ترامب، كما أن المرشح الجمهوري، سيتمتع بقدر من الاتزان والرشد في التعامل مع الإعلام وثقافة المواطن، لتغيير مفهوم المرشح الجمهوري في ذهن المواطنين والعالم، ولكي ننسي خطاب "ترامب".
أخيرا ستظل أمريكا دولة الرئيس التي يتمتع بصلاحيات مهولة، وقوة أمريكا من قوة رئيسها، لاسيما وأن جو بايدن لم يكن معبرا عن هذه القوة، بسبب ظروفه الصحية وأسباب أخري، كما أن الإمبراطورية العجوز تحتاج رئيس عنيف وقوي، لكي يحقق الأهداف الاستراتيجية لأمريكا في هذه المرحلة الأصعب في تاريخ العالم بعد الحربين العالميتين الاولي والثانية، وهو الأمر الذي يجعلنا نترقب انتخاب رئيس جديد يتحلى بهذه الصفات.
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً