علاء عصام يكتب أمريكا بعد بايدن أكثر "دموية" لإنقاذ دورها في زعامة العالم
النائب علاء عصام
كل يوم نشاهد تدهور الحالة الصحية للرئيس الأمريكي بايدن، وعدم قدرته علي متابعة كافة الملفات، الي جانب صعوبة اتخاذه قرار حاسم، في قضايا تتعلق بعلاقة أمريكا، بالمجتمع العربي والصراع بين الكيان المحتل الإسرائيلي والدولة الفلسطينية.
انتقلت هذه الظاهرة الي ضعف وتأجيل تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الأمريكية، في منطقة شرق اسيا وفي الصراع الدائر بأوروبا، وأصبحت الاله الإعلامية الأمريكية هادئة بشأن ما يحدث في أوكرانيا من صراع مازال مستمر، ولم يحسم بعد بل الظاهر أن النفوذ الروسي هو الأقوى حتي الأن.
وإذا نظرنا للداخل الأمريكي بعين ثاقبة، سنلاحظ أ بايدن "العجوز"، يحكم دولة شابة، لاسيما وأن عدد الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية والذي تجاوز 50٪ حسب تقارير مكتب الإحصاء الأمريكي، وهو ما يعكس صعوبة اقتناع هؤلاء الشباب بأن يحكمهم رجل يقترب من لـ 90 عاما.
ليس هذا السبب وحدة وما ذكرته من أسباب، يجعلنا نتنبأ بانتخاب رئيس جديد، لهذه الدولة التي ما زالت تحتفظ بموقع الصدارة في القوة الاقتصادية والعسكرية على مستوى العالم .
بل هناك أسباب أخري من ضمنها شعار كلينتون عندما فاز علي بوش الأب وقال له "الاقتصاد يا غبي"، وكان هذا الشعار احد أسباب فوز الرئيس الأمريكي بيل كلينتون حينها، وفي ظني أن الوضع الاقتصادي الأمريكي الذي تأثر بالسلب بسبب تعطل تحقيق الولايات المتحدة الأمريكية أهدافها الاقتصادية، من الحروب المشتعلة في العالم، سيكون له اثر سلبي علي بايدن.
وظهر خلال استطلاعات رأي وتحقيقات أجرتها صحف وقنوات أمريكية شهيرة، مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز وcnn، وغيرها استياء المواطن الأمريكي، من الوضع الاقتصادي، بالرغم من أن بايدن جاء رئيسا في نهاية أزمة كورونا، وهو الأمر الذي مكنه من عودة فرص العمل بعدما عاني 20 مليون أمريكي من البطالة في عهد ترامب، بسبب كورونا إلا أن حل أزمة البطالة الطبيعي بسبب زوال الوباء، جاء بالتوازي معه زيادة معدل التضخم بنسبة 40٪ وهي أكبر زيادة في تاريخ أمريكا، الي جانب زيادة نسبة الفوائد البنكية، وتأثير كل ذلك بالسلب علي الأسعار والاستثمار وحياة المواطن الي جانب زيادة الديون بشكل غير مسبوق.
وفي ظني هناك أسباب ستفرض نفسها علي المشهد الانتخابي القادم، والذي بدأ من الأن، ومن أبرز هذه الأسباب اشتعال الصراع السياسي في الكونجرس، والذي طال سمعه الرئيس بايدن بعد اتهام ابنه بالفساد، الي جانب عدم اقتناع الديمقراطيين، بقدرة "بايدن" علي حسم الملفات ومتابعة الداخل الأمريكي بنفس قدر متابعته للشأن الخارجي.
انتقل هذا الإحساس للجمهوريين المجروحين بسبب هزيمة "ترامب،"، وأصبحوا اكثر شراسة في مواجهة "بايدن"، وأعتقد أ استمرار الديمقراطيين علي مقعد الحكم الأمريكي يتطلب مرشحين أخرين، وإن لم يفعلوا ذلك فسوف تكون فرص المرشح الجمهوري، أكثر حظا من فرص بايدن الذي تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، مما سيؤثر سلبا علي قدرته كمرشح ليجوب ولايات أمريكا الخمسين، بنفس الحماس والقوة قبل بداية فترته الأولي.
واذا نظرنا الي حالة الصراع العالمي التي تشتد وتتعقد كل يوم شرقا وغربا، فسوف نجد أن أمريكا تبحث عن رئيس قوي، واكثر شبابا بل الأخطر أكثر عنفا من "بايدن"، والسبب في ذلك أن قدرة أمريكا علي التأثير في المشهد العالمي، لم تعد كما كانت.
فبالرغم من اندلاع الصراعات في المنطقة العربية، وكذلك بين روسيا وأوكرانيا وبين الصين وتايوان، بدعم أمريكي تارة وبالتغافل عن اشتعالها تارة أخري إلا أتجاوز مخاطر "بطن" العالم المفتوح والجريح، وقدرة أمريكا علي تحقيق أهدافها الاستراتيجية يحتاج لرئيس أكثر قوة وأكثر عنفا، لاسيما وأن أعداء السياسات الأمريكية ومنافسيها أصبحوا أكثر قوة وشراسه وإقناعا لشعوب العالم أكثر من أي وقت مضي، كما أن حلفاء أمريكا في القارة الأوروبية العجوز أصبحوا يعانوا ويتألمون وأصابهم الضعف أيضا اكثر من أي وقت مضي.
وأصبحنا أمام قوي شرقية جديدة أكثر حداثة وتمتلك مقومات القوي العسكرية والاقتصادية، التي تجاوزت أوروبا وتنافس أمريكا بقوة وعلي رأس هؤلاء التنين الصيني ومعه النمور الآسيوية، كما اشتدت قوتهم بشكل أكبر بكثير من حلفاء أمريكا في اسيا ومنهم أمريكا الجنوبية واليابان وتايوان.
حالة العنف الأمريكي سيكون لها تأثير سلبي علي العالم بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في اخر عام 2024، ولكن تأثيرها علي أمريكا سيكون أكثر سلبا، لاسيما وان ما أعلنته أمريكا من شعارات ومنها حق الشعوب في الاستقلال وحقوق الانسان والديمقراطية سقطت منذ استعمار أمريكا للعراق، وأخيرا بعد موقف أمريكا المخزي الذي أعطي الضوء الأخضر لإسرائيل، في مجلس الأمن بسحق الفلسطينيين العزل وقتل الأطفال والبشر وشاركت المحتل في استمرار هذه المجزرة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً