خلل منظومة ATM السياسية تزيد القاعدين..
شكرا للمصريين بالخارج وأهلا بالمصريين بالداخل
إسماعيل رفعت - صحفي - باحث دكتوراه في الدراسات الجيوسياسية والانتخابات
بقلم - إسماعيل رفعت
أنهى المصريون بالخارج، معركة انتخابية حاشدة تدعو للفخر والمباهاة أمام العالم كله، لكنها تدعو إلى السؤال والمحاسبة ومراجعة النفس عن موقفنا الانتخابي، عن شكل المشاركة في الداخل والتي تبدأ يوم 10 وتستمر يوم 11 وتنتهي يوم 12 ديسمبر، ليبدأ الفرز السياسي وليس الانتخابي.
فرز سياسي للأصوات
ما إن خلص المصوتون من وضع رأيهم في صندوق الانتخاباتن يأتي دور مستطلعي المشهد السياسي لفرز الفئات المشاركة والشرائح، ووجه المشاركة والممانعة والتأييد والقبول والرفض، في فرز كامل شامل للمشهد السياسي والتشارك الوطني، ليس للتنظير، بقدر ما هو رصد وتحليل للحالة الانتخابية التي تستحق الرصد و التحليل.
ترمومتر
سينتهي المشهد السياسي تنفيذيا وتبقى دلالاته وزخمه السياسي، الذي يقدم مخاضا لمرحلة حراك سياسي بدا يلوح في الأفق، فبينما يرى من يرى أن الانتخابات ترمومتر الرضى وعدمه، والقبول والرفض، لاسيما التصويت الانطباعي وليس البرامجي، بيد أن لم نتخلص من مستوى تصويت أوافق أو لا أوافق، فإنك أمام ركام سياسي نصر، نحن الناخبين على استمراء حالته والتعلق به، رغم أن الصندوق متاح للجميع والقاضي تحكمه الأوراق التي تقدمها أنت له.
القاعدون
في الغرب الانتخابات تكون عبارة عن برامج، وفي حاضرنا غير البعد نصر عن أن تكون الانتخابات عبارة عن ATM، نعيب فيها على من نسخر منهم تحت مسمى المواطنين الشرفاء، الذي يدعمون مرشحي المجالس النيابية وغيرهم بالعضلات لا بالأصوات، ونحن أو بعضنا يفكر بعقلية الـATM، فلا برامج تقنعنا ولا حديث عنها، وحتى نفس المنطق في الانتخابات النيابية، فالصوت دائما لنواب الخدمات وتأشيرات التوظيف، ونواب الدعم المباشر، وحينما تلاشى ذلك من المشهد منذ برلمان 2014 قلت حالة الرضا عن المشهد النيابي، وباتت الانتخابات بلا طعم اعتاده بعض منا، ينتظرون عودة نظرية الـATM.
أصحاب الخبرة
في مشهد معتاد تجد تقاطر طوابير الكبار في السن والمرأة المصرية، هؤلاء الباحثون عن الاستقرار لا يغرهم من خذلهم، ولا يضرهم من خالفهم، يزاحمون بعضهم البعض ويبقى القاعدون، يبحثون عن الرضا دون معيا أو هدف لا في القبول أو الرفض، فهد يدق المستقبل باب أحد ببيته حتى يلوم الناس على متغيرات في مشهد بات العالم كله يدور في فلكه، وعاه الأب والجد والأم ولم يشعر به الأبناء، فطنه المصريون بالخارج ولم تره أعين أخرى.
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون
ففي المحافظات والأقاليم، لقاءات هنا وهناك، نشاط حزبي، وحتى الأحزاب محل نقد ونقم البعض، متهمة بلا تهمة ولا جريمة، ففي الغرب يقدم الحز برنامجه ليقوم على الناس الذين يتقلدونه ويتقدمون به ويحركوه ليكبروا به، أمام نحن فننتظر الأحزاب ونعتبرها جهازا تنفيذيا وليست منبرا سياسيا، ونقابل المشهد السياسي كله بجملة واحدة “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون”، نعم منطق الـATM، والمطلوب من الرئيس أن يكون ATM، والنائب أن يكون ATM، والأحزاب أن تكون ATM، نريدها محسوبية وتعينات حكومية، ومنفعة مباشرة، وهو معيار سقوط للمشهد السياسي لا يمكن أن تقوم به حياة سياسية، والهدف هو تحقيق منصب أو مكسب.
أصحاب العزائم
فبينما الشباب يلتفتون أو بعضهم عن المشهد السياسي، نجد قامات وطنية تجوب البلاد تزرع الشغف في عقول الشباب وتوعية المواطنين بحقهم الوطني، بقرارهم الذي يشكل السلطة، فتجد اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب كل يوم في محافظة، يوم في المنيا ويوم في محافظة أخرى، وصولا إلى مؤتمر يعقده عصر الخميس بمدينة السنبلاوين بالدقهلية يشرك المواطن الريفي بالقرى والعزب في تشكيل الدولة واختيار رأسها، هؤلاء يبذلون وأولئك لا يكترثون.
ATM
وجاء على سبيل المثال، في إشارة للسن والخبرة، ولو استكملنا فعليك أن تشير إلى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر والمفتي السابق، ومشايخ الطرق الصوفية، ولك أن تعدد من قامات وخبرات تبذل وتحدثك عن المشارك وقضية الوعي، والقرار في بناء الوطن، ووضع أسس للدولة، وإذا تحدثنا عن منطق ATM، فهو للأسف نتيجة ترك بناء نظام الدولة ومؤسساتها في فترات سابقة، والآن ندفع ثمن تأثر الوعي وتأثر المؤسسات والبينية التي يجري تصحيها بالغالي لتكون الحامية والضامنة للحقوق وسند المتغيرات وضابطة لمتطلبات ومستحقات الشعب.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً