الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:42 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

لك أن تفخر بالمصريين بالخارج وتسأل عن نفسك!

إسماعيل رفعت - صحفي - باحث دكتوراه في الدراسات الجيوسياسية والانتخابات

إسماعيل رفعت - صحفي - باحث دكتوراه في الدراسات الجيوسياسية والانتخابات

بقلم: إسماعيل رفعت

A A

حقيقي لا يشعر بالشيء إلا من يفتقده، فمن موقعي الصحفي أتابع دقائق وتفاصيل ما تشهده انتخابات رئاسة الجمهورية في الخارج، وأرى بعيناي المصريين بالخارج يحضنون الوطن، بل يحضنون صندوق الانتخابات احتضانهم للوطن، بل يتوقون إلى صندوق الانتخابات اشتياقا للوطن، يخوضون معركة حنين وإثبات وجود، وتقديم صورة في الانتماء والتحضر وإبرازا للقوة المناعمة للوطن العملاق أمام الشعوب الأخرى.

أنا خجول من معركة المصريين بالخارج

فمن المقار الانتخابية في الشقيقة السعودية يأتي مشهد الزحام والتزاحم، إلى الكويت وعمان والإمارات والبحرين، زحام من غير عدد، ومدد لا ينقطع، ولا حرمنا الله من طلة المصريين عبر الشاشات وعبر منصاتنا الصحفية التي نسطرها بأيدينا، إلى نيوزيلندا وأستراليا التي قصت شريط وأطلقت إشارة البث الانتخابي “المفخرة”، مرورا بدول معتدلة الطقس إلى البلدان الباردة وشديدة البرودة.

حرارة وطنية تغلب برودة الجو

فرغم قساوة الطقس قادت الجاليات الأوربية وفي أمريكا لا سيما روسيا معركة تشعرني بالخجل من تقصيرنا في حق الوطن وفي حق أنفسنا هنا داخل مصر، فدون تكلفة أو جهد يتكاسل البعض بينما المرأة المصرية في إيطاليا وفي هولندا وفي رومانيا وفي السويد وما أدراك ما تشهده هذه البلدان من برودة قاسية، ومن فرنسا تنشط الجالية بشكل يشعرني أنا بالدفء في بيتي، نعم أنتم فخر لنا.

لوحة شرف المحاربين بالخارج

وخلال تواصلي على مدار اللحظة 24 ساعة مع رئيس اتحاد المصريين في الخارج ومنسق الاتحاد من مصر، إلى رؤساء الاتحادات الفرعية في فرنسا صالح فرهود، وفي بريطانيا مصطفى رجب وفي آسيا الوسطى سعيد المغربي وفي رومانيا عبدالله مباشر وفي إيطاليا سناء مغازي، وفي هولندا عيسى الفار، وعلى فاروق في أوكرانيا وفي النمسا أحمد الشرقاوي وفي أمريكا رأفت صليب وفي قطر أحمد صابر وفي سويسرا جمال حماد وفي ألمانيا علاء ثابت وفي أستراليا منى رضوان وفي الكويت نايف علي وفي أمريكا اللاتينية عبدالحميد متولي ومدحت شنودة في السويد واسكندنافيا، وأيمن عيسوي في روسيا وأحمد الشرقاوي بالنمسا وكثير وكثير، كان لي الفخر أن هؤلاء يمثلون مصر بالخارج، لأنهم فعلا محاربون من أجلنا يستحقون لوحة شرف، وتستحق الجالية جدارية الكرامة، تحدوا البعد المكاني والظرف السيئ في الطقس، وأن هنا خارج لأشعر أخى المهمش، والمتنازل عن حقك الوطني، وكل المذكورين من الوجوه المشرفة بالخارج يشعروننا هم والجاليات بالخجل.

معركة وعي

إننا لم نحلل حرص المصريين بالخارج، لأن بعضا منا خارج ألا وعي، بل خارج ألا هدف، ولك أن تقرأ وتسأل لماذا هؤلاء ظهروا بهذا الزخم المشرف، وللأسف هم أكثر نضوجا وحساسية منا، وتأتي مشاركتهم لأسباب متعددة منها، حنينهم للوطن، وخوفهم عليه، ووضع الوطن في صورته التي تليق به أمام البلد التي يعيش فيها المغترب، وإكبار الوطن، والشعور بذواتهم حينما يقررون أمام العالم من سيقود بلد كبير يحميهم ويسعهم، ويرتادون السفارة والقنصلية التي تعد رمزا وبلدا لهم، نعم يحق لك أن تفخر بهؤلاء وتسأل عن نفسك.

حكمة

وحينما تقف أمام مسؤول حملة انتخابية لمرشح يحث الجميع على المشاركة دون طلب تأييد لمرشح بعينه، ولا يوجه بانتخاب مرشح أو رفض آخر، بل يرفض الزج بالدعاية في متابعة المشاركة، والجاليات المصرية بالخارج، فإننا إذن أمام ديموقراطية مشرفة، ونزاهة يحكمها الحياد، محورها الوطن لا الأفراد، ولا حتى الرموز منه، ووطن يبني نفسه بنفسه في أعلى مستويات البناء، وعلى أعلى درجات الوعي، والذكر هنا لاستعراض متغيرات النضوج والوعي في المسار السياسي والديموقراطي الذي إذا قورنت حالته التي نشهدها بقعود البعض عن الاستنهاض يتكشف لنا الخلل الذي أصيب به البعض.

search