السبت، 05 أكتوبر 2024

08:33 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

بقلم.. محمود جاويش

لم أقرر اختيار الرئيس

محمود جاويش

محمود جاويش

محمود جاويش

A A

كنت ممن دعوا الفريق عبدالفتاح السيسي لخوض الانتخابات الرئاسية، قبل عشرة سنوات، باعتباره كان مرشح الضرورة، والأقدر على قيادة مصر في هذه الفترة الانتقالية، التي تلت فترة حكم الجماعة الإرهابية، وكانت لي تجربة معهم، باعتباري صحفيًا أُثناء حكم الإخوان، مع عدد من قياداتها، رسخت فكرة عدم جدوى الحوار مع تيار الإسلام السياسي إجمالاً، فهم الأكثر خداعاً وبرجماتية في آن، ورغم كوني ليبرالياً لأبعد الحدود، لكن كان خياري لشخصية عسكرية وهي الفريق السيسي وقتذاك، مدفوع باختيار من هو الأقدر على إنقاذ مصر من جماعة لن تتورع في "قتل العروس مالم أتزوجها أنا"، فكان بالنسبة لي اختيار الضرورة، فهو من تفاوض وحذر من خطورة عدم الاتفاق بين المعارضة وخلفهم ملايين المصريين، وبين سلطة الرئيس الإخواني وخلفه جحافل تنظيم جهنمي، وعندما وصلت للنقطة الصدام بين التيارين، كان اختيار وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي الانحياز مباشرة للشعب المصري فقط، ونجح بالفعل في إبطال مفعول الديناميت الإخواني المتسلف.
اليوم أجد نفسي في موقف مشابه، فأنا لم أختار المرشح السابق عبدالفتاح السيسي في المرة الأولى بإرادة حرة، باعتباره الأقدر على بناء مصر التي أرغب العيش فيها، ولكن تحت ضغط إنقاذ مصر، واليوم أجد إرادتي أمام الخيار نفسه، فقد كشفت الأحداث الأخيرة في فلسطين، وتحرك قطع من الأسطول الأمريكي وبعض دول إوروبا للشرق الأوسط، أن الوضع في الشرق الأوسط ليس مستقراً، وإن كانت مصر فقط مستقرة رغم المعاناة الاقتصادية التي يعيشها المصريين وأعيشها معهم، لكنها حتى الآن الأكثر استقراراً بمنطقة جنوب البحر المتوسط، فاختبار أزمة غزة ظلمت المرشحين في الانتخابات الرئاسية، فكانت إدارة مصر للأزمة وعلى رأس هرم السلطة الرئيس السيسي، أكبر دعاية انتخابية للمرشح السيسي، دون استغلالاً للقضية، فلم يرفع شعارات لإرضاء الرأي العام الموجوع من أحداث غزة، ولم يتهور إزاء استفزازات قادة أو دول إقليمية، وربما من بعض أصحاب القضية أنفسهم، فخرج بمصر والمنطقة من هذا الاختبار بنجاح، يجعله يتنازل طواعية عن الدعاية الانتخابية.
ما بين انتخابات الرئاسة في 2014 والتحديات التي كانت تواجهها مصر، وانتخابات اليوم 2024، شهدت مصر تغييراً كبيراً على كل المستويات، فقد شهدت عدداً من المشروعات لم أكن اتوقع أن أراها واقعاً وأنا على قيد الحياة، ورأيت أيضاً معاناة لم يعيشها جيلى من أبناء الثمانينات، ولكن يجب أن أعترف أن معاناتي ومعاناة غيري من المصريين، لم تذهب هباءًا، فقد رأينا جميعاً أين ذهبت معاناتنا، حتى وإن اختلفنا عن جدوى بعض المشروعات، ولكنني أجد اختياري للمرشح عبدالفتاح السيسي "مسار إجباري".

search