«مراهقة حماس».. خنجر في عنق القضية الفلسطينية والعربية
النائب علاء عصام
علاء عصام
من الطبيعي والإنساني والأخلاقي في أوقات الحروب أن نستخدم أرق العبارات وأقلها حدة، وأن ندعم المقاومة في مواجهة الاحتلال، ولكن عندما تتحول هذه المقاومة لمقاومة بشكل عكسي لمشروع المصالحة الفلسطينية برعاية مصر، وترفض حماس بشكل مراهق رأب الصدع بين جناحي السلطة الفلسطينية «فتح وحماس»، فهنا يصبح موقف الأخيرة خنجر في ظهر القضية الفلسطينية فلن يستفيد من هذا الصراع بين أبناء الشعب الفلسطيني سوي المحتل الصهيوني الغاشم.
ربما لا أكون مبالغا عندما أذكّر «حماس» أنها كفرع من جماعة الإخوان الإرهابية، لم يكن لديهم أي مانع أو رفض لمشروع الصهاينة الذي كان يرى إعطاء جزءًا من سيناء الحبيبة لأهل غزة، ولم ننسى حتى الآن عرض الرئيس الإخواني محمد مرسي هذا الأمر على أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية الحالية، ولكنه رفض تهجير أهلنا الفلسطينيين من أرضهم منذ 10 سنوات ويزيد.
ليس خافيا على «حماس» التي يقيم قياداتها بين قطر وإيران، أن المصريين يدعمون المقاومة في مواجهة الاحتلال فقط، ولكن عندما يتحول الأمر لتنفيذها تعليمات إخوانية وإيرانية، تساعد في تنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربي لأربع دول، «إيرانية شيعية وسنية إسلامية ومسيحية ويهودية صهيونية» علي حساب مصر ومستقبل الوطن العربي، فلن يفلت الجناح الإخواني الحمساوي من حساب المصريين والفلسطينيين والشعوب العربية.
وحتي هذه اللحظة ما زلت أصف موقف «حماس» الرافض للحوار مع السلطة الفلسطينية والصلح مع أبو مازن بـ«المراهق»، بينما لو ظل أو استمر هذا الموقف وقتا طويلا فعلى «حماس» أن تدرك أن بقائها كفصيل سياسي علي خلاف مع حركة فتح هو مسمار في نعش القضية الفلسطينية، لاسيما وأن الكيان الصهيوني يبحث حاليا عن فخ لتفجير الداخل الفلسطيني، والانطلاق نحو فصل الضفة الغربية والقدس الشريف كعاصمة سياسية لفلسطين عن السلطة السياسية في غزة، وتحويل غزة لقطاع ديني مذهبي متصارع داخليا، وتظل تتصارع مع حركة فتح وهو الامر الذي يقسم المقاومة نصفين متحاربين ومتصارعين بدلا من أن يتحدوا سياسيا وعسكريا واقتصاديا في مواجهة الاحتلال وحمايه آخر ما تبقي من فلسطين الصامدة.
وعلى «حماس» أن تدرك أن الكيان الصهيوني يكثف من عملياته لكسب مزيدا من الأرض لوضع قوات دولية في جزء كبير من غزة يستطيعون من خلفه وكساترٍ لهم، وأخذ جزء كبير من غزة لأبناء المستوطنات الصهيونية في إطار الضغط علي أهل غزة للقبول بالتهجير والانسحاب نحو الجنوب.
ولهذا فنحن كمصريين وعرب نحذر «حماس» من الاستمرار في هذه المراهقة، والتي قد تجعلنا لا ننسى ما فعلته من عمليات قتل واستهداف في قلب مصر وغيرها من الدول العربية، وكذلك خيانتها لسوريا التي دعمت حماس كثيرا ثم خانتها الأخيرة، وكانت تتفاخر بدعم ثورة الجيش الحر الاخواني وداعش في سوريا.
وأخشى أن يتحول الغضب العربي إلى أسطوانة تعرض في كل مكان عن جرائم حماس في حق السلطة الفلسطينية أيضا، وتنفيذها عمليات اغتيال لا يجرؤ الأعداء أن يقوموا بها مع أبناء شعبهم والمختلفين معهم مهما حدث، ولكن حماس فعلتها وكثيرا جدا.
أخيرا، يجب أن نعلم جميعا أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ مشروع دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن اللازم أن تدعم الفصائل الفلسطينية مصر؛ لأنها الدولة الوحيدة التي تقف بشجاعة حتى الآن ضد المخطط الصهيوني ومعها بعض الدول العربية القليلة جدا جدا، وإلا فلن نتعامل مع حماس باعتبارها جزء من السلطة الفلسطينية والمقاومة، بل خنجر في عنق القضية الفلسطينية والعربية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً