رانيا أحمد تكتب.. نصر أكتوبر «ملحمة العزة واستعادة الكرامة العربية»

إن عين التاريخ تنظر إليكم.. يا أبناء شعب مصر العظيم، فلتكتبوا لأنفسكم تاريخًا جديدًا من المجد، تعلون به إلى المكانة الرفيعة.. التي تليق باسم مصر الخالد، ولتمضوا في تأسيس الجمهورية الجديدة.. وبناء المستقبل والواقع الجديد.. الذي نطمح جميعا إليه، ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن والشعب". . . بهذه الكلمات التي قالها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتح بها مقالتي والتي اكتبها بكل فخر وعزة، بنصر عظيم حققه جيشنا الباسل الأبي ... فنصر أكتوبر 1973 هو ليس بمجرد يوم نحتفل به في العام مرة واحدة .. لا .. بل هو انتصار غير مسار التاريخ العربي نعتز به على الدوام.

فهو نصر يعد من أبرز الأحداث التاريخية في العالم العربي، حيث سطر جيشنا المصري ملحمة من البطولات والتضحيات في مواجهة العدو الإسرائيلي .. حيث أن هذا الانتصار لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان رمزًا للأمل والإرادة الوطنية.

فعلى سبيل الصعيد السياسي عززت حرب أكتوبر 1973 من موقف مصر في الساحة السياسية، كما ساهمت في تغيير موازين القوى في المنطقة، وأظهرت قوة الجيش المصري وقدرته على تحقيق الانتصارات، حيث أثبتت أن الشعوب قادرة على تحقيق أهدافها وتحقيق التغيير.

إن فخرنا بقوة الجيش المصري وبسالته هو ليس بمجرد شعور وطني، بل هو اعتراف بجهود وتضحيات لا حصر لها .. حيث أن جيشنا المصري مثالا للقوة والعزة، وتجسيدًا للإرادة العربية في مواجهة التحديات، ففي كل معركة، كان الجيش المصري يُثبت دوما أنه عنصر أساسي في الدفاع عن الوطن واستعادة الكرامة.

بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973، شهدت البلاد تحولًا كبيرًا في مكانتها الإقليمية والدولية. هذا الانتصار لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل أسس لمصر دورًا بارزًا في السياسة العالمية وأعاد إليها هيبتها كدولة قوية ومؤثرة.

فبعد الحرب، أصبحت مصر رائدة في العالم العربي، حيث انتقلت من موقف الدفاع إلى موقف القوة فقد حيث أنها عززت من رصيد الثقة في الجيش المصري وأعطت دفعة قوية للسياسة العربية الموحدة، بالإضافة إلى أن مصر قد لعبت دور الوساطة في القضايا العربية، مما عزز من مكانتها كداعم للسلام والاستقرار في المنطقة.

لتصبح مصر دولة ذات مكانة مرموقة على الساحة الدولية، قادرة على تحقيق الإنجازات العسكرية والسياسية كقوة إقليمية مؤثرة، لها مركزها وثقلها في العالم.

وأود أن اختتم مقالتي وأقول لكم إن حرب 1973 هي علامة فارقة في التاريخ المصري والعربي، حيث أن هذا النصر قد شكل بداية جديدة للصراع العربي الإسرائيلي وأحدثت تأثيرات عميقة على السياسة والوعي الوطني، تعكس إرادة الشعوب في مواجهة التحديات واستعادة الحقوق بدماء شهدائنا الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ ‏على تراب الوطن في الحرب والسلم، لتبقى هذه الذكرى محفورة في ذاكرة الأجيال كرمز للبطولة والتضحية.