الخميس، 21 نوفمبر 2024

05:26 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

تامر أمين يكتب.. زمن نتنياهو للأسف

تامر أمين

تامر أمين

A A

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الأسبوع لدينا الكثير من الأحداث والتطورات التي تجبرنا على التأمل والتفكير وربما بعض الحسرة، في هذه الأيام تمر الذكرى السنوية الأولى على هجمات طوفان الأقصى التي قامت بتنفيذها حركة حماس في 7 أكتوبر في العام الماضي، وبدلا من أن يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى بالفرحة والسعادة اضطرّوا إلى إحيائها بالدم والموت والدمار فهذا هو العنوان الوحيد الذي يصلح لما يحدث في غزة على مدار عام كامل.

فقد وجد نتنياهو في هجمات السابع من أكتوبر فرصة ذهبية لشن حرب شاملة يحقق فيها أطماعه وأهدافه من تدمير كلي لقطاع غزة وإبادة جماعية لشعبها وهنا علينا أن نتوقف ونسأل ما هو التقييم الموضوعي والعادل لطوفان الأقصى بعد عام بالتمام والكمال؟.

وهناك للإجابة عن هذا السؤال فريقان متناقضان ‏الأول يرى أن هذه الهجمات واحدة من أهم وأنجح ضربات المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني وأنها أظهرت تفوقا تكتيكيا عالي المستوى من حماس وأخواتها أرعب إسرائيل بالإضافة إلى حالة الهجرة الجماعية للمستوطنين الإسرائيليين بسبب الرعب والخوف من تكرار هذه الهجمات كما يجب ألا يغيب عنا أن 7 أكتوبر 2023 قد إعادت القضية الفلسطينية إلى قمة اهتمامات العالم واكتسبت تعاطفا شعبيا ملحوظا خاصة في المجتمعات الغربية الشبابية؛ هذه كلها أسباب ونتائج دعت الفريق الأول إلى الاحتفاء بهجمات 7 أكتوبر والدفاع عنها باعتبارها المقاومة المطلوبة في وجه احتلال غاشم.


‏أما الفريق الثاني وهو بالطبع يدين هذه الهجمات على طول الخط ليس رفضاً لفكرة المقاومة وإنما تقييما للنتائج والواقع الذي عاشه الفلسطينيون على مدار عام كامل وما يزالون، فقد دفع الشعب الفلسطيني في غزة ‏ثمنا باهظا من الدم والشهداء والدمار الذي يصعب إعادة إعماره في عشرات السنين كما أن الهجمات أعطت فرصة سانحة لإسرائيل للتخلص من كل التهديدات والخصوم ‏في حرب واحدة بما في ذلك حماس وحزب الله والحوثيون.


‏في كل الأحوال فقد اتفق الفريقان على الهدف واختلفا على الوسيلة ولكن الأكيد هنا هي حقيقة واحدة وهي سقوط شرعية القانون الدولي والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان وكل الشعارات التي يتغنى بها العالم الغربي ويدعي الدفاع عنها ‏والحقيقة الثانية أن نتنياهو يجد نفسه الآن أقوى من كل الضغوط العالمية ويعتبر نفسه فوق القانون والمحاسبة في ظل عجز دولي وتحيز أمريكي سافر.
 

‏كل هذا الظلم وكل هذا القبح يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه زمن نتنياهو بامتياز حتى إشعار آخر.

search