تامر أمين يكتب.. دروس السوبر
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتحدث عن مباراة السوبر الأفريقي التي شغلت الشارع الكروي المصري والعربي وما زالت وهي المباراة التي أقيمت في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي وسط اهتمام إعلامي ورياضي عربي وأفريقي واسع.
أولا مبروك السوبر يا زمالك فهذه البداية واجبة لأنه بكل المقاييس يستحق الفارس الأبيض اللقب عن جدارة واستحقاق؛ لأنه كان الأفضل في كل شيء لذلك فالتهنئة واجبة ومستحقة.
ثانيا قد يتعجب البعض عندما أقول أن مباراة السوبر لم يكن فيها خاسر بل الفريقان فائزان؛ وذلك نظرا للمكاسب الكبيرة التي تحققت لكلا الطرفين من هذه المباراة، نعم الأحمر حقق مكاسب كثيرة لم تكن لتحدث لولا الخسارة في هذه المباراة وكما يقولون رب خسارة تورث نصرا، ولكن دعونا أولا نعدد مكاسب الفارس الأبيض لأنها أكثر فالزمالك بخلاف اللقب الأفريقي استعاد ثقته بنفسه وبقدرته على مواجهة الأهلي المتفوق في الفترة الأخيرة وأثبت لجماهيره أنه قادر على المنافسة في كل بطولات هذا الموسم سواء المحلية أو الإفريقية، ثانيا حصل مجلس إدارة الزمالك الجديد على دفعه معنوية وجماهيرية كبيرة كان في أشد الاحتياج لها وهو يعيد ترتيب البيت الأبيض.
كما أن الفوز يعطي شهادة جدارة لهذا المجلس أنه يسير في الاتجاه الصحيح ويعمل كثيرا في هدوء دون ضجيج أو صخب ،كل هذا بالإضافة إلى استرداد لاعبي الزمالك ثقتهم في أنفسهم والتي اهتزت في السنوات الأخيرة بسبب انتصارات الأهلي المتوالية ولعل الروح القتالية التي رأيناها في المباراة تكون بداية مرحلة جديدة في القلعة البيضاء.
أما عن القلعة الحمراء فحدث ولا حرج ،فالمكاسب كما اسلفت عديدة ربما تفوق أهميتها فقدان اللقب نفسه، أول المكاسب من وجهة نظري هو الدرس الذي يجب أن يتعلمه مارسيل كولر مدرب الأهلي وهو أن الغرور بداية الطريق للنهاية ومهما كانت سلسلة الانتصارات التي حققتها فعليك التركيز في كل مباراة على أنها تحدي جديد لقدراتك وإمكانياتك خصوصا عندما تلاقي فريقا بحجم الزمالك بتاريخه وإنجازاته، ثانيا الدرس الذي يجب أن يتعلمه اللاعبون أنفسهم وهو أن التعالي على الكرة أو على المنافس لابد وأن يكون عقابه شديد فالكرة لا تعرف إلا من يبذل الجهد ويقوم بالتركيز خلال التسعين دقيقة، أما ما رأينا من لا عبى الأهلي في المباراة فكان يبدو وكأنهم في نزهة أو رحلة.
ثالثا وهو الأهم، الدرس الذي يجب أن يستوعبه مجلس إدارة الأهلي برغم كل نجاحاته وإنجازاته أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن التغافل ولو قليلا عن فريق الكرة وانضباط اللاعبين ستكون تكلفته باهظة، كما أن التأخير في تعيين مدير للكرة خلفا لخالد بيبو أدى إلى حالة من التسيب وعدم الانضباط في غرفة الملابس وفي سلوكيات اللاعبين قبل وأثناء المباراة، وهي ظاهرة جديدة لم نعتد عليها من لاعب الأهلي من قبل.
كما أن المركاتو الصيفي للانتقالات لم يكن أفضل شيء من حيث التخطيط والقرارات حيث تم التفريط في ديانج وعبد القادر دون إيجاد بدلاء لهم بنفس الإمكانيات.
في الختام أعيد التأكيد على أن مكاسب الأهلي من خسارة السوبر قد تكون أهم من اللقب نفسه ولكن إذا تم استيعاب الدروس ومعالجة الأخطاء والرجوع إلى حالة التركيز والتخطيط في الإدارة التي كانت وستظل دوما أحد اسرار انتصارات الكيان الأحمر.
مبروك للزمالك واحذر يا أهلي..
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً