تامر أمين يكتب.. أسامة الأزهري اسم على مسمى
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبي الرحمة النبي الخاتم النبي الأمين محمد صلوات ربي وسلامه عليه خاصة، ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى المولد النبوي الشريف أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية كلها بالخير والبركة.
تعلمون مثلي أن كثيرا من الناس لهم نصيب من اسمهم ولعل أصدق الأمثلة على ذلك هو الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد، ولا أخفيكم سرا أنني قد راقبت الدكتور أسامة في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف التي أقيمت صباح يوم الاثنين وها أنا أدون لكم بعض الملاحظات الشخصية.
أولا رجل ابتسامته حاضرة ووجهه بشوش طوال الوقت ويعرف ماذا يفعل ومتى يفعل، ثانيا له نصيب من اسمه فعلا لأنه قدّم كل الإجلال والتقدير الممكن والظاهر لشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بشكل يعبر عن تقديره الكامل لمؤسسة الأزهر العملاقة وتقديره أيضا لقيمة العلماء الأجلاء من الشيوخ والفقهاء، ثالثا الرسالة التي أطلقها الدكتور أسامة في كلمته في الاحتفال والتي تدل على وعي كامل بما يتوجب من تطوير للخطاب الديني الإسلامي وهي المهمة الأساسية لوزارة الأوقاف جنبا إلى جنب مع مؤسسة الأزهر بالطبع فقد استطاع الوزير أن يلخص محاور الدعوة والخطابة بأسلوب سهل ووسطي وسليم ناهيك عن لغته العربية الفصحى ومخارج ألفاظه الدقيقة.
وأنا هنا أتوقف معكم عند شخص وحضور الدكتور أسامة الأزهري ليس مدحا فيه بل مدحا في اختياره لأن صورة وزير الأوقاف تحديدا جزء أصيل من صورة الدعوة الدينية وخلق الإسلام وسماحة رسالته لأن الشخص المسؤول عن مهمة أو قضية سامية هو في حقيقة الأمر سفير لها فوق العادة.
هذه المقدمات تبشر بأن العلاقة والتعاون والتنسيق بين الأزهر والأوقاف ستكون في أعلى مستوياتها وتحقق التكامل الذي نرجوه دائما من مؤسساتنا الدينية في مصر كما أن الكلام الذي قاله الإمام الأكبر شيخ الأزهر كان بليغا ومصيباً لكبد الحقيقة من حيث الدعوة إلى نبذ التمييز والعنصرية في التدين والبعد عن التفاضل والمقارنة بين الديانات والأنبياء.
الحقيقة يا سادة أننا قد عانينا لفترات طويلة من خطاب ديني لا يرتقي بالإنسان ولا يسعى لخلق مسلم واعي ومتحضر ومتدبر في شؤون دينه ودنياه كما أمرنا القرآن الكريم وكان خطابا دينياً في معظم الأوقات يركز على فقه العبادات متناسيا فقه المعاملات وهو الأصل في الإسلام والأصل في البعثة المحمدية مصداقاً لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
يبدو أننا أمام مرحلة جديدة وبداية صفحة ننطلق بها إلى الوجهة السليمة لخطابنا الديني والرسالة المحمدية التي أنارت الدنيا وأزالت الغشاوة من على قلوب البشر وبهذا نكون قد نجحنا فعلا في الاحتفال بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن الاحتفال الحق بمولده وبعثته يكون باتباع سنته وتطبيق منهجه.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً