الشيخ خالد حسن يكتب.. الفرقة الناجية

لماذا افترقنا في مذاهبنا؟! ولماذا اختلفنا في آرائنا؟!  بل واصطنعنا لكل رأي وجماعة مسمى، وتلك المسميات التي جعلت الفرقة بيننا نحن معشر المسلمين، ومنها ( السلفية - والجرح والتعديل  - والصوفية - والتبليغ والدعوة........ ) وغير ذلك من الجماعات التي نسبت نفسها للإسلام منها في علومه، ومنها في ورعه، ومنها في نشاط الدعوة، ولكن للأسف المحزن أنه إذا لم يعجب جماعة في جماعة أخرى تعيب منها، بل قد يصل الأمر إلى السب واللعان بينهما،  وذلك من أجل نصرة مذهبه أو رأي شيخ ذلك المذهب، مع العلم أنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الحزبية والعنصرية والتعصب لشيخ أو مذهب، وهذا قد يؤثر فينا معشر المسلمين مما يحدث فُرقة واختلاف، وهذا ما يصدقه قول الحق تبارك وتعالى: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (46).

ولذلك نهى ديننا الحنيف عن التعصبية والحزبية التي تؤدي إلى الفرقة والاختلاف، غير أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن تلك الأمة تفترق إلى ثلاث وسبعين ملة ثنتين وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهذا ما عليه الجماعة، وهم أهل السنة.

والله سبحانه وتعالى حدد وجهتنا حيث قال تعالى: ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (78). 

هذا هو المقصود من شريعتنا أننا نجاهد في الحق لأنه سبحانه اجتبانا من الأمم وسمانا المسلمين؛ لأننا نتبع ملة أبي الأنبياء إبراهيم وهي الملة الحنيفية، ونعتصم بالله ودينه، والواضح من أن الله لم يسمنا سلفية ولا صوفية ولا تبليغ ودعوة، والله سبحانه وتعالى جعلنا أمة وسطًا لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا قال تعالى: ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ).

ومن الأفضل أن نأخذ من كل رأي أو مذهب ما يفيد ديننا الحنيف من علم وورع ودعوة وغير ذلك فإننا خير الأمم وذلك لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- ( أُعطيت مفاتيح الأرض، وجُعلت أمتي خير الأمم ) كناية عن وعد الله له بفتح البلاد عليه ، وجَعْل أمته خير الأمم هذا ثابت بنص قرآني جليل( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )، وتلك هي الفرقة الناجية التي تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.