الإثنين، 25 نوفمبر 2024

02:07 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

بعد اغتيال «هنية» و«نصر الله»...

علاء عصام يكتب.. الميليشيات «السنية والشيعية» طُعم الغرب لتمزيق الوطن العربي

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

A A

باتت أخبار ووقائع الاغتيالات رموز وقادة الميليشيات الدينية، ورؤساء وقادة إيران زعيمة الحكم الإسلامي الشيعي، أمرًا اعتياديًا ومتوقعًا كل يوم، كما يعبر عن اختراق مخابراتي ووهن وضعف سياسي وأمني وعسكري غير مسبوق.

وتعلم العقول المستنيرة مدى خطورة الميليشيات أو الدول التي تُسيس الدين أو تحكم باسم الدين، على استقرار ومستقبل جيوشنا ومنطقتنا العربية، وتسببها في إضعاف ووهن دولنا القومية العربية.
وبدأت إرهاصات المخطط الغربي لصناعة الكيانات الدينية والمذهبية منذ دعم مشروع الدولة اليهودية الصهيوني في فلسطين، مرورا بصناعة الدولة الدينية الإيرانية لحزب الله في لبنان على أنقاض الحرب الأهلية والطائفية، إلى أن هلل قادة إيران والميليشيات الشيعية الحليفة لهم وتأتمر بأمرهم لغزو أمريكا للعراق عام 2003.

وكانت الميليشيات السنية المذهب تؤدي مهام أخرى تحت اسم المقاومة والصمود، ولكنها مقاومة لمشروع الدول القومية في مصر وليبيا وتونس وفلسطين الحبيبة، وباسم الدين وصلت حماس لحكم غزة، وبعدها استولت الجماعة الإخوانية الإرهابية الأم على حكم مصر.

وظلت منطقتنا العربية التي فقدت جيشها الأول في سوريا وقبلة جيش العراق وشهدت بعد ذلك تقسيم ليبيا واليمن ووقوع الأخيرة تحت قبضة ميليشيات حوثية "مُهرجة"، ولا نسمع عن قادتها سوى تصريحات عصماء ضد الكيان الصهيوني وتشكيلة من التهديدات والوعيد في الهواء الطلق، حتى لا يصل صداها لإسرائيل.

ويستمر هذا المشهد العبثي مع مقتل "سليماني ورئيسي وهنية وأخيرا بالأمس القريب نصر الله"، حيث نجح الغرب في استخدام هذه الميليشيات الدينية على مدار سنوات طويلة، كغطاء لتقسيم وإضعاف الشعوب والدول العربية، وباتت جامعتنا العربية مرغمة بلا موقف أو تأثير، وأصبحت مصر وجيشها هي التعبير الوحيد الصحيح عن ما تبقى من صمود العرب، والجيش المتبقي الوحيد لحماية ما تبقى من دولنا القومية.

وبعد أن انتهت مهمة ميليشيات إيران وجماعة الإخوان وحماس وداعش والنصرة في 2011، وبعدها في تقسيم دولنا العربية لمذاهب وطوائف دينية، أصبح من الطبيعي والمنطقي أن تستكمل إسرائيل الطفل المدلل للغرب، مشروع تقسيم منطقتنا العربية لدويلات مذهبية دينية، عن طريق أخذ ذريعة محاربة الميليشيات السنية والشيعية التي دعمت وجودها لاستكمال مشروعها الذي تسعى من خلاله إلى التوسع والتمدد على كامل أرض فلسطين، لكي تصبح أقوى دولة يهودية دينية في الشرق الأوسط.

واستغلت الميليشيات المذهبية الإرهابية الجهل والفقر والمرض وفساد الحكام وتغييب وعي الشعوب في تنفيذ مخططها، وباتت منطقتنا العربية أثيرة لتصرفات حمقاء عشوائية من ميليشيات ترفض فكرة الدولة القومية والجيوش الوطنية وتجهل تكتيكات التفاوض وسلاح السياسة، ولا تراعي موازين قوى عالمية ولا يهمها مستقبل الشعوب العربية من الأساس.

ونشهد تحولا تكتيكيا في استراتيجية الغرب، فبعد أن كانوا ينفذون مخططهم عن طريق ميليشيات مذهبية تنتمى للجنس العربي بحكم النشأة، أصبحنا نشهد أمريكا والغرب يباركون قتل 50 ألف شهيد فلسطيني، وضرب لبنان بالطيران، وقتل وسحق العرب بلا حساب أو رادع لإسرائيل، تحت ذريعة دعم الصهاينة في حربهم مع الميليشيات، وهنا تحارب الدول الغربية بجيوشها وأسلحتها مدنيين عُزل تحت لافتة مقاومة الإرهاب الذي صنعته ودعمته.

وطبعًا تستفيد أمريكا من هذه الحروب شرقًا وغربًا، في إعادة تدوير أموالها وأرباحها، عن طريق تشغيل شركات السلاح والذي يباع لمن يدفع أكثر، ويُستخدم لقتل الأطفال والفقراء والمُستغلين، وتكسب أمريكا أراضي جديدة تستنفذ ثرواتها وتبيع لشعوبها منتجاتها، وتحاصر النفوذ الصيني والشرقي الذي يهدد عرشها.

وفي ظني لا سبيل أمامنا نحن الشعوب العربية سوى النضال من أجل مجتمعات حداثية عربية، ترفع لواء دولة القانون والمواطنة والتعايش بين كل الأديان والمذاهب، ويحكمنا جميعا قانون الإنسانية، في مواجهة الحكم الصهيوني والتيارات المذهبية المتأسلمة سنية كانت أو شيعية.

ولم يعد أمامنا اختيار في دعم جيوشنا العربية في "مصر والجزائر وتونس وما تبقى منها في سوريا والعراق ولبنان وليبيا" ومقاومة حكم الميليشيات التي تتحدى الدول العاقلة وعلى رأسها مصر.

ورسالتي الأخيرة لقادة الميليشيات مفادها "باعتكم إيران وخانتكم جماعة الإخوان، وتحصدون ما زرعتموه على مدار أعوام طويلة، وللأسف نحن العرب دولا وشعوبا وجيوشا ضحية لخيانتكم وتعصبكم وأنانيتكم ولكم الله يا عرب".

search