الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:33 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب.. البيجر وما أدراك ما البيجر

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

ما حدث في لبنان منذ أيام يستوجب التوقف أمامه بدقة وليس الاكتفاء بالاستنكار والإدانة والشجب إلخ إلخ، بل لا بد أن نعيد النظر في سلبياتنا التي أوصلتنا إلى هذا الحد المرعب والذي قررت القيادة المصرية انتشالنا منه بالعديد من الإجراءات والخطوات العملية لإحياء أهمية الصناعة وأن تعود مصر دولة صناعية مرموقة كما كانت في ستينيات القرن الماضي، حيث أتذكر، على سبيل المثال لا الحصر، أن كل أدوات منزلي الكهربائية كانت صناعة مصرية، الثلاجة والسخان والبوتاجاز، كذلك كانت سيارة زوجي الراحل علي الشوباشي صناعة مصرية وأتذكر تعليقا للزعيم عادل إمام، عند اقتنائه سيارة رمسيس، أنه كان يطلق عليها، السيارة الرمسيدس، بخفة ظله الأسطورية.

مشاهد التفجيرات التي اقترفتها دولة العدوان والوحشية الصهيونية أدمت قلوبنا وزرعت الفز ع في قلوبنا بعد أن اكتشفنا مدى استغلالنا من قبل الأعداء، فقد فجرت إسرائيل أجهزة البيجر لدى أعضاء في حزب السيد حسن نصر الله، وأرفض منذ اللحظة الأولى أن ينسب الحزب إلى الخالق عز وجل وأن يسمي نفسه حزب الله.

والذي لا بد أن يستوقفنا هنا، في ظني، وليس كل الظن إثم، أننا استيقظنا على كابوس، غرقنا فيه لسنوات طويلة، والمتمثل في ثقافة النصف الأسهل من الإنسان، حيث توقفنا عند الجنس وأهميته القصوى، بتشعبات لا تنتهي عن دورها في حياتنا والسلوك الواجب حياله، خاصة ما يتصل بالمرأة، وانتشرت “الفتاوى” انتشار النار في الهشيم بين مدعي الفتاوي، فمن يرى إخفاء المرأة ومن يكتفي بنقابها وغطاء يديها وقدميها ومن يرى وجوب حجاب المرأة وكأننا نجحنا في حل جميع مشاكلنا، من التعليم والعلاج والغذاء أشرت إلى أحد هذه العوامل الضرورية، تعالت الأصوات تتهمك بالكفر والإلحاد وبما هو أقسى أحيانا، مما يحتم علينا أن نتوقف الآن بجدية وشجاعة مستوجبة في وجه هذه الثقافة التي أغرقتنا في مستنقع الجهل وتطاول مروجوها علي من يتصدى لهم.

إن أحداث بيروت قد فتحت آفاقا كان مسكوتا عنها بصدد ما اعتبره بعضنا، مؤامرة ضد العقل العربي عامة بإغراقنا في متاهات تؤجج التشتيت والضياع، بينما العالم يلعب بنا ويجعلنا ندفع ثمن ابحاثهم وتكلفة آلات القتل والدمار المختبئة داخل ما نشتريه من آلات، ابتعدنا ليس فقط عن غنتاجها، بل حتى مجرد التعرف على محتوياتها.

أتمنى أن تكون أحداث لبنان الدامية دافعا لاستعادة الوعي بأهمية العلم والأبحاث ومواكبة المستجدات في العالم بدلا من السجن داخل ثقافة النصف الأسفل من الإنسان التي دفعت بنا إلى العصور الوسطى، بانتظار وصولنا إلى بداية التاريخ، هذا طبعا، إذا لم نستيقظ ونعي حجم المؤامرة الدنيئة وما أوقعته من مآس في الأيام الماضية في لبنان الشقيق وكانت دولة الاحتلال ومن هم وراءها قد قرروا إبادتنا، كما يشاهد العالم أجمع وبصمت مريب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من حرب إبادة وحشية، الصامد صمودا بطوليا، تنحني له الرؤوس احتراما وإجلالا.

search