الإثنين، 16 سبتمبر 2024

09:56 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب.. زيارة تاريخية

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

تابعنا وتابع العالم أجمع معنا زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، والتي أرست أسسا جديدة في العلاقات بين دولتين لكل منهما مكانتها الخاصة، وتناولت الاتفاقات بين الرئيس السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان جميع مجالات التعاون المتاحة بين البلدين، إضافة طبعًا إلى بحث الوضع السياسي في الإقليم الملتهب، لإطفاء نيران القتال أينما كانت.

وقد توصل الرئيس السيسي إلى اتفاق يعيد للمنطقة الهدوء واحترام سيادة كل دولة، مثل الوجود التركي في سوريا وليبيا، وهو وجود ثبت عدم جدواه في إحلال السلام، بل بالعكس أعاق تقدم هذه الدول وأدى إلى تدهور الأوضاع فيها. 

وقد نجح الرئيس السيسي فيما لم تستطع سنوات القتال وانتهاك السيادة تحقيقه.

وقد أشاد العديد من الخبراء بمدى نجاح زيارة الرئيس المصري لأنقرة وبتطور موقف تركيا من الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد أشقائنا في فلسطين المحتلة.

 واكد الرئيس أردوغان إدانته علنا لسلوك وتصرفات رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي لا يتوقف عن الأكاذيب تبريرا لفشله الواضح، حيث لم يحقق أدنى نجاح أو التوصل إلى إنجاز أي هدف أعلنه منذ ما يقرب من عام، فاتهم مصر بتهريب السلاح إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

 وبعد أن توجه إلى الضفة الغربية لم يخجل من الإعلان عن تهريب أسلحة من إسرائيل إلى الضفة! ومن الطبيعي أن يتوجه الرأي العام بتوجيه سؤال لنتنياهو الذي يتفاخر بقوة جيشه وكذلك بقدرة دولة الاحتلال على حصر عدد النمل في الوطن العربي.

كيف لم يستطع اكتشاف التهريب طوال ما يقرب من العام وهو يقود حرب إبادة لم يسبق لها مثيل ضد شعب أعزل، قتل منه أكثر من أربعين ألفا وأصاب نحو مئة ألف، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إضافة بالطبع إلى فشله الواضح بعدم التوصل إلى تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلن خوض الحرب لتحقيقها، مما كان له أثر واضح داخل إسرائيل كما أوضحت المظاهرات الصاخبة والغاضبة التي اندلعت احتجاجا على سياسة نتنياهو .

وإذا كانت زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا قد أرست قواعد جديدة للتعاون بين البلدين في جميع المجالات المتاحة، فإن لهذه الزيارة بعدا آخر، بالغ الأهمية، حيث سطرت هذه الزيارة التاريخية صفحة جديدة في العالم أجمع، الذي ينتقل تحت سمع وبصر هذا العالم من عالم أحادي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب ينشد السلام ويقيم علاقات بناءة، تحل مكان التقاتل الذي يلحق الخراب بالملايين الذين لا ذنب لهم ولا جريرة.

إن توجه الرئيس السيسي نحو السلام والتعاون والبناء، يدشن لمرحلة يتوق إليها ملايين البشر، نتيجة ما عانوه بسبب انفراد قوة واحدة بالقرار لا تولي أدنى اهتمام لقيم العدالة والعيش في سلام ولا أي شيء آخر سوى تحقيق مصالحها ولو على جثث الملايين.

وقد عشنا تجارب مريرة بسبب حق الفيتو الذي يطيح بأي قرار عادل في سبيل مصالح الدولة التي تتحكم بذلك في عشرات الدول بل في العالم أجمع.

إن نتيجة زيارة الرئيس السيسي لتركيا ونتائجها التي تفتح آفاقا جديدة، تضع أساس العالم متعدد الأقطاب هدفه، كما يأمل العالم، التعاون والبناء وخير البشرية.

search