فريدة الشوباشي تكتب.. شكرا مصر
فريدة الشوباشي
يوم بعد يوم يترسخ الشعور بدور مصر البنّاء في الإقليم والساعي إلى إقرار السلام والتعاون بدلا من التقاتل والتدمير .. فلا شك أن العالم أجمع يتابع تحركات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتجاه جميع القوى لإقناعها بأن السلام سيقضي على المآسي الإنسانية التي تجري في عدة مناطق ومن أبرزها مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ ما يقرب من عام من حرب وحشية تشنها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة، حيث تخطى عدد الشهداء والمصابين المائة وخمسين ألفا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن المدنيين، والأدهى أن إسرائيل لم تكتف بما تقترفه في غزة، بل توسعت في حرب الإبادة إلى الضفة الغربية المحتلة، وسط صمت عالمي مريب وصمود فلسطيني أسطوري وجهود مصرية في جميع الاتجاهات، من تصد لمخطط تهجير الفلسطينيين بالقوة إلى شبه جزيرة سيناء إلى فضح الممارسات الصهيونية لدى قادة العالم الذين يلتقي بهم، وكان آخرها لقاؤه بالرئيس الألماني شتاينماير، الذي أشاد بالجهود المصرية المشجعة لوقف القتال وإحلال السلام في الإقليم، وربما كان الموقف المصري الواضح والصادق في التحيز إلى السلام والعدالة الاجتماعية، هو الذي شجع الرئيس الألماني على الإعلان دون مواربة بوجوب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعلى الصعيد الثنائي أكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات وتعظيم الشراكة الاقتصادية بين مصر وألمانيا.
وبهذه المناسبة أوضح الرئيس السيسي، أنه بحث مع نظيره الألماني أهمية تطوير علاقات التعاون بين البلدين وتشكيل آلية للتعاون الاستراتيجي بينهما في مجالات عدة من بينها التعليم والعلوم والسياسة الخارجية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، خاصة في السودان وليبيا، كما ناقش ملف مياه النيل، وتحديدا سد النهضة والتفاوض مع إثيوبيا للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
كما أشار الرئيس الألماني إلى وجود نحو 250 شركة ألمانية تعمل في مصر.. والأكيد أن توجيه الرئيس السيسي بأهمية توطين الصناعات في مصر والتوسع في الإنتاج الصناعي باستيعاب أيد عاملة مصرية بأقصى قدر ممكن، هو السبيل الوحيد القادر على النهوض بقوة بالوطن وأبنائه وهو ما يخرس ألسنة السوء والهدم الشرير، الساعية دائما بأكاذيبها المنحطة إلى التشكيك في كل ما يتحقق من إنجازات رائعة على أرض الواقع، وهو ما يراه القاصي والداني.
وكنت قد كتبت بعد ثورة يونيو المجيدة، أن الرئيس السيسي ورث خرابة ولا يعقل أن نسأله في اليوم التالي: أين القصر.. .فالقصر يتحقق بتعاوننا جميعا والوقوف بوحدة شعبية قوية خلف القائد الذي لا يدخر جهدا في سبيل، الانتقال بمصر إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتصدير ما يفيض عن الحاجة، باستصلاح الأراضي وتبطين الترع، وكذلك التوسع بالصناعة في جميع الميادين المتاحة وتصدير الإنتاج الصناعي والقضاء تماما على البطالة بإذن الله وهو ما يثير غضب الدولة الصهيونية التي أخذت في مواصلة الأكاذيب لدرجة أثارت السخرية، حيث ادعت تهريب السلاح من مصر، عبر معبر فلادلفيا، إلى غزة، وعندما ادعت مؤخرا تهريب السلاح من مصر إلى الضفة الغربية، سأل وزير خارجيتنا الدكتور بدر عبد العاطي ساخرا، رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.. هل يوجد في الضفة محور فلادلفيا؟ ضفة الغربية حدود مشتركة مع مصر؟
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً