تامر أمين يكتب .. المساواة في العدل .. عدل

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الأسبوع، سنبتعد قليلا عن ميادين السياسة والاقتصاد ونتحول إلى واحد من أهم القطاعات في الدولة والذى يشكل هذا القطاع اهتماما جماهيريًا كبيرًا، ألا وهو قطاع الرياضة، تعلمون مثلي أن الرياضة ليست مجرد هواية أو تسلية وإنما هي صناعة واستثمار، بالإضافة إلى كونها الشيء الذي يجتمع على عشقه المصريون جميعًا ويمثل لهم رافداً أساسيًا من روافد المتعة والاهتمام والانتماء في حياتهم لتلك الدول الحكيمة، التي تعتني بمنظومة الرياضة بشكل كبير حتى تحافظ دائمًا على مستوى الرضا الشعبي في الشارع.

‏سامح الله أجدادنا الذين أورثونا في الأمثال الشعبية مقولة المساواة في الظلم عدل، فهذه مقولة خاطئة تماما وفي اعتقادي المتواضع أن المساواة في العدل هي قمة العدل، أقول هذا بالنظر إلى الإمكانيات الضخمة المادية والمعنوية والإعلامية الموجهة إلى كرة القدم دون باقي الرياضات الأخرى التي تستحق منا كل اهتمام ورعاية، ببساطة لأنها الأكثر إنجازًا وتحقيقًا للألقاب والبطولات وترفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية والمثال لدينا البعثة البارلمبية لذوي الهمم، التي أنجزت في أولمبياد باريس، ما لم يستطع السادة الرياضيون الأسوياء تحقيقه.

 ومثال آخر هو الظلم الكبير الذي يقع على الرياضات الشهيدة في مصر، مثل الألعاب الفردية وتقريبًا كل الألعاب الأخرى باستثناء كرة القدم.

‏لابد من إعادة النظر في منظومة الرياضة في مصر، بحيث يكون العدل في توزيع الموارد والاعتمادات المالية قائم على الكفاءة والإنجاز وليس الشهرة وإثارة الجدل العقيم.

نقطة أخرى مهمة متعلقة بالإعلام الرياضي ودوره الأساسي في إعادة توزيع وتوجيه الاهتمام الجماهيري على هذه الألعاب الشهيدة وتعريف الرأي العام بها وبإنجازاتها وأبطالها، حتى يمثل ذلك دافعًا لهؤلاء الأبطال لبذل مزيد من الجهد والإنتاج، ولعل منتدى الإعلام الرياضي الذي بدأ يوم الأحد الماضي يكون له دور رئيسي في إصلاح المنظومة، خاصة أن الجلسة الأولى في هذا المنتدى، كان عنوانها تغيير قواعد اللعبة.

‏أخيرًا الرياضة يا سادة ليست شيئًا ثانويًا يلهو به الناس، بل عصب رئيسي لحياة الشعوب وسبب مباشر  للفرحة والانتماء، بل إنها عند الكثيرين هي متعة الحياة.