تامر أمين يكتب.. مهرجان العلمين

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتحدث عن واحد من أهم الفعاليات التي حدثت في مصر خلال فصل الصيف الحالي، ففي يوم السبت الماضي الموافق 31 أغسطس أسدل الستار على مهرجان العلمين الذي يحمل عنوان (العالم علمين).

‏هذا المهرجان استمرت فعالياته قرابة الشهرين في مدينة العلمين الجديدة من أجل تسليط الضوء على هذا المشروع القومي العملاق وتحويل هذه المدينة من مجرد مدينة ساحلية إلى ‏مركز سياحي واستثماري ‏وتجاري على أعلى طراز ‏وذلك من خلال إقامة فعاليات فنية ورياضية وثقافية وشبابية ‏لكل الفئات والأعمار ، والنتيجة المبهرة هو عدد الزائرين والمستمتعين بفعاليات المهرجان الذي قد تخطي 2 مليون زائر ومشارك وهو عدد ضخم و قياسي يعبر عن مدى تفاعل المواطنين والشعب مع الفكرة والمكان والحدث، كما أن هناك عنصر مهم قد يكون خافياً على الكثيرين ألا وهو كم فرص العمل العديدة التي وفرها المهرجان في شهور الصيف واقتربت من 50,000 فرصة عمل متنوعة.

‏الشيء الرائع أيضا أن الفعاليات الفنية وحسن تخطيطها وتنظيمها أعطى جرعة فنية غنائية ومسرحية كبيرة لزوار المهرجان كما أنه أثبت من جديد ريادة مصر في احتضان الفن والفنانين العرب الذين لا يزالون يعتبرون مصر انطلاقتهم الأساسية ومصدر نجوميتهم.

‏طبعا ليس خافيا عليكم أن المهرجان قد جذب الأنظار بشدة للفرص الاستثمارية العملاقة الموجودة في العلمين الجديدة وفي الساحل الشمالي الغربي بصفة عامة وهو ما انعكس على الصفقات الاستثمارية والعقارية الضخمة التي تحققت خلال الفترة الماضية.

أما أهم إنجاز من وجهة نظري المتواضعة هو نجاح المهرجان في بث شعور لدى كل المواطنين أن هذا المشروع وهذه المدينة ليست حكراً على الأغنياء ولا القادرين فقط وإنما هي مشروع كل المصريين ولرفاهية كل المصريين.

‏كل التحية والتقدير للدولة المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على هذا الجهد الرائع والتخطيط المدروس الذي أنتج هذا الحدث الكبير، وتبقى لدي نقطة أرجو أن المسؤولين في الدولة وفي الشركة المتحدة أن يأخذوها بعين الاعتبار فنحن نحتاج إلى مثل هذا المهرجان في بقاع عديدة في مصر بين الحين والآخر، فمثلا يمكن إقامة مثل هذا المهرجان العبقري في مدن جنوب سيناء خلال فصل الشتاء مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع وسفاجا كما يمكن عمل مهرجان مماثل في مدينتي الأقصر وأسوان في جنوب مصر خلال فصل الشتاء، الأكيد أن خريطة مصر مليئة بالأماكن والمعالم التي يمكن أن نستثمرها في إقامة مهرجانات كبيرة على غرار مهرجان العلمين، وهذا بخلاف أن المهرجانات تضفي جوا من البهجة نتمنى أن تستمر وتتواصل طوال العام.