خالد حسن يكتب.. المفهوم العام للطهارة
الشيخ خالد حسن
خالد حسن يكتب
الإسلام دين السماحة والخلق والقيم السامية؛ لذلك كان وما زال دائما يدعو إلى الطهارة في كل الأمور وأولها العبادات، ولو تأملنا في كتب الفقه جميعها وجدناها تبدأ بالعبادات، وأول باب في العبادات الطهارة من “وضوء، وغسل، وتيمم”، ولكن نريد أن نوضح المفهوم العام للطهارة.
أنواع الطهارة والتطهير وكيفية إزالة الخبث
الطهارة : هي إزالة الخبث أو التطهير من الحدث، ولو تأملنا التعريف نأخذ الشق الأول منه وهو إزالة الخبث، المقصود من كلمة الخبث هنا معنيان:
-الأول : إزالة الخبث مما قد يدنس الثياب أو الجسد من نجاسة لكي تستعد لعبادة وذلك من التطهر بسبب جنابة أو عذر بالنسبة للمرأة إضافة إلى الجنابة.. وهذا ما قد يصل في أذهاننا جميعا... وهذا صحيح..
ولكن أريد أن أضيف توضيحًا بسيطًا، وهو أن إزالة الخبث لكي تكون طاهرًا لن يتوقف على ما أصيب به الجسد من نجاسة فحسب، ولكن لابد أن يكون هناك إزالة الخبث من النفس والقلب وهذا هو النوع الثاني.
-النوع الثاني: وهو إزالة الخبث من النفس والقلب ؛ لكي تكون الطهارة مكتملة لابد أن يكون الإنسان طاهرًا في نفسه وقلبه من كل ما يشوبهما من خلق سيئ من “كبر أو حقد أو غل أو رياء”… إلخ، وهذا ما يؤكده قول الحق تبارك وتعالى “ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا”، وذم الرياء في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر”.
الطهارة التي أمرنا بها الله وحثنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم
وكذلك الطهارة الخُلقية التى حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال في حديثه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، وهذا يدعو للسلام النفسي بيننا وتلك الطهارة الحقيقية.
ولو تأملنا قول الحق تبارك وتعالى عن القرآن الكريم ( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين ) والطهارة هنا مادية ومعنوية تعظيما لكتابه الكريم، لأنه من الطبيعي أن قارئ القرآن نفسه طاهرة من الغل والحقد والكراهية وهذا ما ندعو إليه وهو طهارة النفس أولا قبل طهارة الجسد.
لذلك.. ليس من أخلاق الإسلام والمسلمين ما يدنس نفوسهم من أشياء تخالف خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ديننا دين الخلق والسماحة والقيم السامية.. والله أعلم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً