الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:35 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

أحمد الباز يكتب.. دعوة رئاسية في طريق القاهرة - أنقرة

أحمد الباز

أحمد الباز

A A

لا شك أن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا تمثل تدشينا لعهد جديد في العلاقات المصرية التركية، تلك الدولتان اللاتان لهما ثقل كبير ومكانة عظمى في المنطقة، والتعاون بينهما يضمن استقرار الشرق الأوسط الذي يشهد تطورات في منتهى الخطورة، على رأسها التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، والترقب الذي تشهده المنطقة من رد إيراني على إسرائيل، والتوتر في جنوب لبنان، كلها ملفات قد تشعل المنطقة في أي لحظة، مما يجعل التوافق بين القاهرة وأنقرة بشأن هذه الملفات عاملا مهما لاستقرار المنطقة ومواجهة هذه التطورات.

الزيارة لا تتوقف عند هذا الحد، بل إن الزيارة تحمل مكاسب كبيرة للبلدين، فهى تساهم في توطيد العلاقات بين البلدين، مما يؤثر بشكل كبير على مستوى العلاقات الثنائية، خاصة الجانب الاقتصادي الذي يشكل حجر الزاوية في العلاقات بين مصر وتركيا، بجانب وتوسيع التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين، خاصة أن حجم التبادل التجارى بلغ حوالي عشرة مليارات دولار، وتسعى كل من القاهرة وأنقرة لمضاعفة التجارة الثنائية إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتأتى الزيارة التي يجريها الرئيس السيسي لتركيا في ظل وصول معدلات التجارة البينية بين مصر وتركيا خلال عام 2023، إلى مستويات مرتفعة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ خلال الفترة الماضية، بجانب بدء ترأس الزعيمين الرئيس السيسي وأردوغان مجلس التعاون الاستراتيجى الذى تم تدشينه بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي للقاهرة فى فبراير الماضى، وهو بمثابة نقلة فى مسار التعاون الثنائى للمصلحة المشتركة، ويعزز التنسيق والتشاور بين الدولتين بهدف تحقيق الاستقرار فى المنطقة.

كذلك هناك اتجاه لكل من مصر وتركيا لتعميق التعاون الصناعى، خاصة مع إعلان الغرفة التجارية الصناعية فى مدينة بورصا التركية، سعيها لإنشاء منطقة صناعية فى مصر، على غرار المنطقة الصناعية القائمة فى بورصا والمتخصصة فى مجالات المنسوجات والسيارات والألومنيوم والآلات والمعدات والتكنولوجيات المتقدمة، كذلك التقارب المصري التركي سيعطي لتركيا فرصة عبر لعب مصر دورا مهما لانضمام تركيا لمنتدى غاز شرق المتوسط، في ظل رغبة تركيا في الحصول على مزيد من الشحنات الخاصة بالغاز المسال المصري سنويا.

 الزيارة تساهم أيضا في دعم مزيد من الصفقات المشتركة بمليارات الدولارات، لتعزيز الاستثمارات التركية في القاهرة، خاصة أن هناك عدة عوامل تشجع تركيا على زيادة الاستثمارات في مصر، على رأسها العوامل الخارجية المرتبطة بتوسع القاهرة في علاقاتها الخارجية إقليميا ودوليا، بجانب العوامل الداخلية الخاصة بالتطور الواسع الذي يشهده مناخ الاستثمار في مصر، بسبب البنية التحتية والتشريعات المشجعة للمستثمرين والمحفزة لهم، مما يشجع الاستثمار الأجنبي.

الزيارة تأتي في وقت يحرص البلدان فيه على التأسيس لعلاقات طبيعية من جديد، وبما يعكس عزم مصر وتركيا المشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين، كما أن طبيعة العلاقات على المستوى الاقتصادي ستكون أكثر عمقا خلال المرحلة المقبلة، ومرشحة لمزيد من التطور نتيجة طموح البلدين لتعزيز العلاقات، خاصة فيما يتعلق برؤية كل منهما للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة وتجارة الغاز.

search