أحمد الباز يكتب.. تحويل الدعم العيني إلى نقدي.. وداعاً لإهدار المال العام
المهندس أحمد الباز
ملف هو أحد أهم الملفات التى يترقبها الشارع المصري بدقة، تلك التى تناقشها جلسات الحوار الوطني بشأن تحويل الدعم العيني إلى نقدي، خاصة أن التحول للدعم النقدي يحتاج إلى حوار موسع لتفادي حدوث أي فجوات تطبيقية، يمكن أن تؤثر سلبا على الفئات الأكثر احتياجا، مما يؤدى إلى عدم تحقق الأهداف الخاصة من تحول الدعم العينى إلى الدعم النقدى.
مناقشة الحوار الوطني لملف الدعم يمثل أهمية كبرى نظرا لأن الدعم ملف شائك يمس قاعدة كبيرة من الشعب المصري، خاصة مع اهتمام الحوار الوطني بطرح القضايا التي تشغل بال المواطن البسيط وهذا الدور الذي كان يجب القيام به لتقريب وجهات النظر بين الشارع والجهات التنفيذية.
لابد من وضع قاعدة بيانات دقيقة، وإعداد خرائط نوعية مسحية بشأن الفقر من أجل تحويل الدعم العيني إلى نقدي، لأن الدعم أهم أدوات تحقيق العدالة الاجتماعية، التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها ضمن برنامجها الجديد الذى يهدف إلى توسيع المظلة الاجتماعية، ففكرة التحول من الدعم العيني إلى النقدى والذى سيسهم فى تخفيف العبء المالي على الموازنة العامة للدولة، مما يُتيح لها توجيه المزيد من الموارد لتمويل مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية والخدمية الأخرى.
يجب أن نشير هنا إلى ضرورة أن يتناول الحوار الوطني لملف الدعم بمفهومه الواسع ويتضمن الدعم بجميع أشكاله للوصول وليس فقط دعم السلع الغذائية والتموينية، من أجل الوصول إلى توصيات شاملة وواضحة فى صالح المواطن المصرى.
يجب أن تكون المناقشات الخاصة بملف الدعم، جزءا من استراتيجية شاملة لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، والاهتمام بتطوير الخدمات العامة والبنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة أن الحوار الوطني يعد فرصة ذهبية لتبادل الآراء والخبرات بين مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية حول القضايا التي تهم المصريين لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وسيكون له تأثير على التماسك المجتمعي ورفع الوعى ورسم الصورة الذهنية عن الدولة المعاصرة.
أهمية الحوار الوطني تكمن في تواصل السلطة التنفيذية مع القوى السياسية والنقابات والمجتمع الأهلي لنقل نبض الشارع، مما جعله منصة حيوية لمناقشة وطرح القضايا السياسية والاجتماعية والقانونية، يجمع أطياف الشعب المصرى، ويلعب دورا مهما في تعزيز التلاحم الشعبي خلف الدولة المصرية، ومناقشة الحوار الوطني لمنظومة الدعم خطوة مهمة تستهدف الوصول إلى نظام دعم أكثر فعالية وشمولية، يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية.
وضع قضية الدعم على جدول أعمال جلسات الحوار الوطنى مهم للغاية لأنها قضية تمس ملايين المواطنين من محدودى الدخل بما يمثل توجهًا إيجابيًا على استكمال الحوار الوطنى فى مناقشة القضايا ذات الأولوية للمواطن.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً