د. وليد عتلم يكتب.. الطرق يا محافظ القليوبية
الدكتور وليد عتلم
حادثة تلو حادثة، وضحية إثر ضحية، ونزيف لا يتوقف، وطرق شبين القناطر تحولت لمصايد موت.
الطرق الداخلية في القليوبية حدث ولا حرج، حالة شديدة السوء والإهمال، الطريق الواصل من مركز شبين القناطر إلى قليوب ـ وتحديدا ـ المسافة من قرية نوى حتى مزلقان قليوب، والأكثر سوءًا الطريق الواصل من شبين القناطر حتى طوخ وبداية طريق إسكندرية الزراعي، وصولًا إلى مدينة بنها.
سوء حالة طرق مركز شبين القناطر وغياب الرقابة عليها، تجاوز فكرة الحفاظ على ثروة المواطنين من السيارات التي تسير على طرق غير صالحة، بل أصبحت تمثل خطرًا داهمًا على حياة المواطنين، رغم أنها شرايين رئيسية تخدم أكثر من 9 وحدات محلية، و36 قرية، و148 عزبة وتابعًا، وأكثر من نصف مليون مواطن، يتجه أغلبهم صباحًا إلى القاهرة بين موظفين وطلاب بالمراحل المختلفة، أضف إلى ذلك غياب الرقابة المرورية، وظلام تلك الطرق ليلًا مع سوء حالتها، وتهور البعض لغياب الضابط والرابط، والنتيجة منطقية حوادث، ونزيف دماء مستمر.
تفاءلنا خيرًا بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، والتفاؤل كان في محله، مركز شبين القناطر كان ضمن نطاق مراكز المرحلة الأولى من المبادرة، ما يعني أنه كان ضمن فئة المراكز والقرى التي تتجاوز نسبة الفقر وتراجع الخدمات بها أكثر من 70%.
وبالفعل مشروعات المبادرة أحدثت نقلة نوعية كبيرة في حياة أكثر من نصف مليون مواطن بمركز شبين القناطر، باستثناء ملفات الطرق، والنقل الداخلي الجماعي، والمستشفى الشامل.
وهل تتخيل يا سيادة المحافظ، أنه في حال وقوع حوادث في نطاق المركز ـ أصبحت أكثر تكرارا لسوء حالة الطرق ـ لا توجد رعاية مركزة مجهزة لاستقبال الحالات الحرجة في المستشفى الشامل الذي تحول لمستشفى شبين القناطر المركزي بعد تدخلات مبادرة حياة كريمة.
وهل تعلم حجم المعاناة عموما لتوفير سرير رعاية مركزة في مستشفيات بنها، نضطر معها لنقل المرضى إلى مستشفيات القاهرة والجيزة، عدد حالات كبير تعاملت معه شخصيًا في محاولات قد تفلح وقد تخيب لتوفير مكان في رعاية مركزة لإنقاذ حياة مواطن قد لا يسعفه القدر أو الإمكانيات للانتقال إلى مستشفيات القاهرة أو المستشفيات الخاصة.
ثالث هذه الهموم، ملف النقل الداخلي وما يعنيه قاطنو المركز يوميًا مع سائقي الميكروباص خاصة في شهور الدراسة، وغياب الرقابة التامة على هؤلاء وترك المواطنين فريسة لهم، وأرجو من السيد المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية أن يتجول بشكل مفاجئ صباح أي يوم دراسي أو حتى يوم عادي دون سابق إنذار ليشاهد بنفسه تكدس المواطنين أمام كل قرية ومدى المعاناة اليومية للانتقال إلى أعمالهم ووظائفهم.
المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، وعد بأن الفترة المقبلة ستشهد طفرة كبيرة في تطوير الطرق الرئيسية والفرعية بالمدن والقرى لجذب المزيد من المستثمرين على أرض المحافظة، من أجل إقامة المشروعات التي تهم المواطنين، وخلق فرص عمل جديدة للشباب حديثي التخرج للقضاء على البطالة، وأنا أرجوه أن تكون تلك الطفرة في المقام الأول هدفها توفير طرق لائقة للمواطن قبل المستثمر، تتمتع بالجودة المطلوبة، وبالرقابة والأمان اللازم حفاظًا على حياة مواطني شبين القناطر والقليوبية.
مع الأسف الشديد؛ حالة الطرق شديدة السوء، المفتقرة للحد الأدنى للرقابة وضوابط المرور والأمان تشوه منجزات مبادرة حياة كريمة على مستوى مركز شبين القناطر، والمطلوب على عجل رفع كفاءة وتطوير تلك القرى مع توفير الرقابة اللازمة عليها.
وأتمنى استغلال وجود مهندس على رأس المحافظة لنشهد تحولًا في جودة أعمال الرصف، وأن تكون هناك متابعة شخصية من السيد المحافظ لتلك الطرق وقفًا لهذا النزيف المستمر، بعد أن عانت القليوبية وقراها من التجاهل والإهمال عبر عقود طويلة، حيث إن القليوبية بالنسبة لأي محافظ كانت تتلخص في مدينتين فقط؛ الأولى بنها العاصمة والثانية شبرا العاصمة الإدارية الثانية أما ما بينهما فغير موجود، ولولا "حياة كريمة" ما انتبه أحد لمركز شبين القناطر.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً