الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:10 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الشيخ خالد حسن يكتب: هل للموظفة عدة بعد وفاة زوجها؟!

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

A A

لقد أوضح الشرع الحكيم أحكامه توضيحًا تفصيليًا ولا لغط فيه ولا لبس مما يجعل هناك تشكيك في أحكامه، ومن هذه الأحكام التي أوضحها الشرع الحكيم في آيات القرآن الكريم الدستور الإلهي والسنة النبوية المشرفة، التي أوضحت وبينت ما جاء به القرآن الكريم من أحكام ثابتة لا تغيير فيها.

وفي هذا الصدد الذي نبينه أن القرآن الكريم جاء واضحا في تلك المسألة، وهي عدة المتوفاة زوجها في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) ، ولم يفرق بين ما إذا كانت المرأة عاملة أو غير ذلك.. وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما روي في الصحيحين: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً). 

ولكن.. شرعنا الحكيم وضع الرحمة مع أحكامه حتى لا يكون هناك من يدعو إلى التشدد والتعصب لعموم قوله تعالى: (فاتّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم) ولعموم قول - صلى الله عليه وسلم - (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)، فهناك معايير لخروج المرأة المتوفاة زوجها أثناء عدتها، أن تخرج لقضاء حاجتها الضرورية ومن ذلك الخروج للعمل نهارًا وليس ليلًا، وخاصة إذا كانت موظفة في محل عمل يقتضي بفصلها إذا غابت أكثر من ثلاثة أيامٍ مثلًا، أو إذا كانت معلمة في مدرسة فعليها أن تذهب إلى مدرستها فقط وليس عليها الذهاب إلى دروس بعد مدرستها ووقت العمل بها أو زيارة صديقات لها أو أقاربها، وعليها أن تتخذ التحشم في لبسها وألّا تتزين ولا تكتحل وغير ذلك، لما روي عن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ". 

ونريد أن نوضح أيضا أنه لا يجوز لها المبيت عند بيت أبيها أو أحد من أهلها إلا إذا كانت هناك ضرورة تستدعي ترك بيتها أثناء عدتها بعد وفاة زوجها، كهدم بيتها أو انتهاء مدة استئجارها لبيت الزوجية أو ما شابه ذلك، لأنها لا تخرج من بيتها إلا لعذر أو حاجة لما روى الإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال للفريعة بنت مالك بن سنان تستأذنه بعد وفاة زوجها أن ترجع إلى بيت أهلها قال لها: "امكثي في بيتك الذي أتاك فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله".

وخلاصة القول.. أن المرأة الموظفة أثناء عدتها بعد وفاة زوجها تخرج لعملها ومحل وظيفتها وخاصة إذا كانت تعول ولكن بمعايير التحشم وعدم الزينة ولبس الملون ، ويكون ذلك في النهار وليس في الليل..

والله أعلم..