الأحد، 08 سبتمبر 2024

03:41 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الشيخ خالد حسن يكتب: هل شرب النبي النبيذ؟

خالد حسن

خالد حسن

خالد حسن

A A

أجمع المسلمون على تحريم الخمر لكن اختلفوا فيما يقع عليه اسمه وكل شراب أسكر كثيره فقليله حرام، لعموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).

وعن ابن عمر مرفوعا: ( كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام)، وقال عمر: ( نزل تحريم الخمر وهي من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير. والخمرة:  ما خامر العقل)، وعن ابن عمر مرفوعا: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وعن عائشة مرفوعا: (ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام). 

كل ذلك دليل على تحريم الخمر، لذلك وضع لشارب الخمر الحد في كتاب الحدود والكفارات في جميع كتب الفقه ولم يختلفوا في ذلك بالإجماع، فمن شرب مسكرا مائعا، أو استعط به، أو احتقن به، أو أكل عجينا ملتوتا به، ولو لم يسكر حُدّ ثمانين؛ لأن عمر استشار الناس في حد الخمر، فقال عبد الرحمن: اجعله كأخف الحدود ثمانين ، فضرب عمر ثمانين ، وكتب به إلى وأبي عبيدة بالشام، وكان بمحضر من الصحابة فاتفقوا عليه.

** وما حد شرب المسكر؟! 
عن علي أنه قال في المشورة: ( إذا سكر هذى وإذا هذى افترى ، فحدوه حد المفتري ).. والمفتري: هو الكاذب بافتراء على أمر لا يتحمل الصبر عليه ، كقذف المحصنات ، الذي حده ثمانين جلدة لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

** شروط من يقام عليه حد المسكر: 
وحد شرب المسكر يكون على من توافرت عليه الشروط وهي: (أن يكون مسلمًا مكلفًا مختارًا)، فإن أكره عليه لم يحد، لحديث: (عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

ولكن.. سؤالنا هنا.. هل شرب النبي النبيذ؟!  

نعم.. شرب النبي النبيذ ولكن النبي اشترط فيه: (ألّا يمر عليه ثلاثة أيام وألّا يطبخ وألّا يغلى) لحديث: (اشربوا العصير ثلاثًا ما لم يغل ) وعن ابن عمر في العصير ( اشربه ما لم يأخذه شيطانه. 

قيل وفي كم يأخذه شيطانه؟ قال: ثلاثة ) وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان ينبذ له الزبيب فيشربه اليوم ، والغد ، وبعد الغد إلى مساء الثالثة…)، وعن أبي هريرة قال: (علمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم ، فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دُباء (نوع من نبات القرع) ثم أتيته فإذا هو ينش (يغلي) فقال: اضرب بهذا الحائط ، فإن هذا شراب من لم يؤمن بالله واليوم الآخر ) رواه أبو داود..

والله أعلم..