الأحد، 08 سبتمبر 2024

09:40 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

تامر أمين يكتب.. عقدة الخواجة

تامر امين

تامر امين

تامر أمين

A A

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اسمحوا لي هذا الأسبوع أن ابتعد قليلا عن ميدان السياسة والعمل الحكومي وننطلق إلى فكرة أساسية للأسف الشديد موجودة في العقلية المصرية وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، ألا وهي عقدة الخواجة، وللأسف الشديد هذه العقدة تنمو وتكبر معنا حتى تصبح حقيقة في أذهان الشباب رغم أنها مزيفة وخادعة.

‏الأمثلة كثيرة جدا على زيف هذه العقدة، وآخر هذه الأمثلة ما نراه هذه الأيام في الأولمبياد التي تنظمها باريس عاصمة الجمال والأناقة، والحقيقة المؤكدة أن هذه الأولمبياد ليس فيها أي جمال أو أناقة، بل بالعكس منذ أن بدأت الفعاليات ونحن نرى مشاكل وسلبيات وسوء تنظيم وتقصير يعصف بكل أوجه تنظيم أكبر حدث رياضي على مستوى العالم بشهادة كل المشاركين في الأولمبياد، هذه من أقل الدورات جودة من حيث التنظيم والإقامة واللوجستيات والإعاشة، حتى أننا رأينا حفل الافتتاح الذي لم يكن موفقا على الإطلاق وأثار موجة كبيرة من الجدل والرفض؛ لأنه تطرق إلى أمور دينية حساسة لم يراعى فيها قدسية المقدسات ومشاعر أصحاب الديانات.

وهنا أريد لكل المبهورين بالغرب والمتيمين بكل ما هو أمريكي أو أوروبي أن يدقق النظر ويكتشف زيف الدعايات الغربية، فمثلا لو عقدنا مقارنة بين هذه الأولمبياد وبين الأحداث الرياضية التي نظمتها مصر في الفترة الأخيرة لوجدنا تفوقا كاسحا لمصر على المستوى التنظيمي وإبهار المشاركين بالقدرة المميزة على إخراج البطولات بشكل مشرف.

وطبعا الأمثلة كثيرة على زيف الذهب الغربي ومنه سقوط أقنعة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان التي كان يتشدق بها الغرب، خصوصا هذه الأيام في عدوان إسرائيل على غزة وصمت الغرب وانحيازه الظالم أمام مقتل آلاف الأبرياء والأطفال دون ذنب، بالإضافة إلى ازدواجية المعايير في نظر وتقييم الغرب بين ملف أوكرانيا وملف غزة.

‏هذه مجرد بعض الأمثلة على حقيقة الأوضاع في العالم الغربي، ويجب أن يراجع كثير من الشباب العربي أفكارهم ومعتقداتهم ‏في نظرتهم وانبهارهم بالغرب، ولكن ليست الصورة سوداء تماما فالحقيقة أن الغرب لديه ما يستحق الانبهار والإعجاب فعلا وهو التقدم العلمي وثقافة العمل والسعي دائما نحو الحياة الأفضل، وهذا ما يجب على شبابنا أن يتعلموه ويقتدوا به بدلا من التعلق بالموضة والتقاليد الشاذة التي يقلدون بها الشباب الغربي.

‏أختم كلامي بأن شبابنا لديه كل الإمكانيات لبناء حاضر ومستقبل أفضل في بلاده فقط لو آمن بقدراته و وثق في إمكانياته وتمسك بتعاليم دينه واتخذ العلم والإيمان منهجا لحياته.

‏وأخيرا فقد صدق من قال (ليس كل ما يلمع ذهب).