عمال المحاجر بالمنيا يصارعون الظروف القاسية فى المنطقة الأنقى بالعالم

تُعتبر محافظة المنيا واحدة من المحافظات المصرية الرائدة، حيث تُخفي جبالها البيضاء ثروات طبيعية فريدة، تتمثل في منطقة الحجر الأبيض، وهى المنطقة الوحيدة من نوعها في مصر.

ويشهد عمال محاجر الطوب الأبيض تحديات جسيمة في بيئة عملهم، حيث يسهمون في استخراج الطوب الأبيض والبودرة المستخدمة في صناعة كربونات الكالسيوم، وسط ظروف عمل قاسية تؤثر سلبًا على صحتهم وسلامتهم.

تشير الدراسات إلى أن الحجر الجيري في هذه المنطقة يتمتع بموارد نقية للغاية، حيث يصل مستوى نقاء الحجر في بعض المناطق بالقرب من مركز سمالوط إلى أكثر من 99.5%

 وتُعتبر هذه النسبة من بين الأنقى عالميًا، مما يجعل المنيا وإحدى المناطق الإيطالية في مصاف الأفضل في هذا المجال.

ويُستخدم الطوب الأبيض المستخرج من هذه المحاجر في بناء المزارع والمنازل والعمارات في مختلف محافظات مصر، كما يتم تصدير الدبش الأبيض واستخدامه في صناعة الأدوية من خلال تحويله إلى كربونات الكالسيوم.

ساعات العمل والبيئة التشغيلية

تبدأ ساعات العمل في المحاجر من الساعة الرابعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، مع وجود وردية مسائية إضافية، تعمل السيارات الثقيلة المحملة بالطوب الأبيض على مدار اليوم، لتوزيع المنتج بين المحافظات المصرية، ويتطلب العمل في محاجر الطوب الأبيض تنسيقًا عاليًا بين العمال والصنايعية، حيث يتولى كل فريق مهمة محددة، ولكن هذه التنسيقات لا تخلو من المخاطر الصحية والمهنية التي تهدد سلامة العمال.

المخاطر الصحية

تُعتبر محاجر الطوب الأبيض مصدرًا رئيسيًا لمواد البناء، إلا أن العمل بها يُعد من المهن الشاقة والمليئة بالمخاطر، ويتعرض العمال لظروف بيئية قاسية، مثل الغبار والأتربة، ما يؤدي إلى أمراض تنفسية وعينية، بالإضافة إلى الإصابات الجسدية الناتجة عن التعامل مع آلات الحفر الثقيلة تعمل هذه الظروف في بيئة مكشوفة، حيث يواجه العمال حرارة الصيف وبرد الشتاء، دون وجود تأمينات طبية أو اجتماعية، مما يزيد من صعوبة المهنة.

يعاني عمال محاجر الطوب الأبيض من مشاكل صحية جسيمة، تشمل أمراضًا مثل السرطان والالتهابات الرئوية، إلى جانب إصابات جسدية خطيرة، بما في ذلك بتر الأقدام في بعض الحالات ،كما يتعرضون لمشاكل في العين نتيجة الغبار المتناثر، مما يستدعي ضرورة تحسين ظروف العمل ورعاية صحة العمال في هذا القطاع الحيوي.