رئيـس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيـس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري algomhour
رئيـس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيـس التحرير
محمد صبرى

ترامب والصين.. حرب تجارية أم مفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية

أرشيفية
أرشيفية

منذ بداية حملته الانتخابية، كان موقف الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب تجاه الصين حادًا للغاية، لدرجة أن العديد من المحللين توقعوا أن تبدأ الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم فور تنصيبه. 

التصريحات القوية والتهديدات التي أطلقها ترامب ضد الصين جعلت من الواضح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستكون على المحك خلال فترة رئاسته.

ترامب يبدأ ممارسة مهام منصبة مبكرا

على عكس العديد من الرؤساء الذين يبدأون في العمل الرسمي فقط بعد تنصيبهم، كان ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي بدأ نفوذه السياسي منذ اللحظة الأولى لإعلان فوزه في الانتخابات.

 من خلال تصريحاته الحادة والتهديدات المعلنة ضد الصين، كان ترامب يرسل رسائل قوية حول التوجهات الاقتصادية المستقبلية التي سيتبعها، دون أن ينتظر توليه منصبه رسميًا.

وقال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الانتقادات الشديدة التي وجهها ترامب للصين أثارت الشكوك حول احتمال اندلاع حرب تجارية فورية بين البلدين.

 وبالفعل، كانت التوقعات تشير إلى أن الأيام الأولى من رئاسة ترامب ستكون حاسمة في تحديد مصير العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تأجيل التصعيد.. ترامب يتراجع عن التهديدات في البداية

مع بداية توليه الرئاسة، أظهر ترامب استعدادًا للتفاوض مع الصين، مما ساعد في تجنب التصعيد الفوري، فبدلاً من فرض الرسوم الجمركية التي كان قد هدد بها خلال حملته الانتخابية، قرر ترامب تأجيل تنفيذ هذه التهديدات في خطوة قد تكون مفاجئة للكثيرين. 

وأعلن أنه مستعد للجلوس مع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، لمناقشة القضايا الاقتصادية بشكل مباشر، في إشارة إلى رغبته في تجنب حرب تجارية مباشرة في الوقت الحالي.

الصين ترحب بالخطوة الأمريكية

من وجهة نظر الصين، بدا هذا الموقف بداية إيجابية للغاية، فقد صرح وانغ هوياو، رئيس مركز الصين والعولمة ومستشار للحكومة الصينية، بأن تأجيل ترامب للتهديدات يعتبر خطوة تبعث على التفاؤل. وأكد أن الرئيس الأمريكي قد وجه الوكالات الفيدرالية لتقييم العلاقات الاقتصادية مع الصين، بدلاً من اتخاذ إجراءات مباشرة مثل فرض الرسوم الجمركية. 

كما أعطى ترامب لشركة "تيك توك" المملوكة للصين مزيدًا من الوقت للبحث في كيفية مواصلة عملها في الولايات المتحدة، بعد أن كانت مهددة بالحظر.

في خطوة أخرى لتهدئة التوترات، أعلن ترامب، عن إمكانية زيارته إلى الصين هذا العام، في وقت كان الرئيس الصيني قد أرسل نائبه لحضور مراسم تنصيب ترامب في إشارة إلى رغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين.

حال عودته إلى البيت الأبيض.. ترامب يهدد بشن هجوم اقتصادى كبير على الصين |  القاهرة الاخبارية

التعريفات الجمركية كأداة ضغط اقتصادي

على الرغم من تأجيل فرض الرسوم الجمركية، لا يزال استخدام التعريفات الجمركية أحد الخيارات المطروحة في يد ترامب.

 وفقًا للاقتصاديين الأمريكيين، فإن فرض تعريفات جمركية قد يؤدي إلى موجة جديدة من التضخم في الولايات المتحدة، مما سيؤثر سلبًا على الأسر الأمريكية. ومع ذلك، يبدو أن ترامب كان يهدف إلى استخدام هذه التعريفات كأداة ضغط لإعادة التفاوض حول قواعد التجارة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، مما يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.

من خلال هذه التحركات، قد يسعى ترامب إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال استخدام التعريفات كوسيلة ضغط في محادثاته مع الصين وبقية الأطراف الدولية.

أميركا والصين.. ترامب أقرب إلى سياسة التشدد مع بكين | الحرة

السياسة الخارجية لـ ترامب تجاه ملف الحرب الروسية - الأوكرانية

في تطور آخر، أكد ترامب في تصريحات صحفية، أنه طلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ أن يلعب دورًا في حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. 

وعلق ترامب، في حديثه عن العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الرئيس الصيني يتمتع "بقوة كبيرة" يمكن أن تساعد في تسوية النزاع. 

وأكد ترامب، أنه إذا لم يتم الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن فرض عقوبات إضافية على روسيا سيكون أمرًا "محتملًا".

يبدو أن ترامب يسعى من خلال هذه التصريحات إلى ممارسة ضغط على الأطراف المعنية، بما في ذلك الصين وروسيا، من أجل تسريع المفاوضات والبحث عن حل للنزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا. 

وهذا يشير إلى رغبة ترامب في تحقيق نتائج إيجابية ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل أيضًا على الصعيد السياسي، من خلال الاستفادة من النفوذ الذي تتمتع به الصين في الملف الروسي.

تم نسخ الرابط