عصام عبدالقادر يكتب .. «عيد الشرطة مؤسسة القيم العليا»
في الخامس والعشرين من شهر يناير من كل عام، يحتفل ويحتفي الشعب المصري بمؤسسته العريقة صاحبة النبل والمواقف الشجاعة والتي أقسمت بأن تمهد طريقًا للأمن والأمان والتنمية وأقسمت بأن تدحر كل من يحاول النيل من مقدرات الوطن، وتعاهدت على أن تجعل ربوع مصر واحة للأمان لا يندس فيها عميل أو خائن أو خارج عن القانون، وأقسمت بأن تشرق الشمس وتزول غمامة الطغيان التي تدعمها جماعات الظلام من جميع أرجاء الأرض؛ فعبر بوابة دخول أكاديمية الشرطة وفي أركانها وعلى عتبة الخروج منها، غرست القيم العليا التي في مقدمتها تضحية بلا حدود، في سبيل رفع راية الوطن وتحقيق الطمأنينة لشعب عظيم يستحق التقدير والامتنان.
وفي جنبات وأركان تحصيل المعرفة واكتساب المهارات بأكاديمية الشرطة، مؤسسة الأبطال البواسل تغرس قيما أصيلة منها الأمل والطموح في بناء دولة عصرية يقودها أبناء مخلصون، حملوا على عاتقهم راية النصر أو الشهادة؛ فكلاهما بمذاق الجائزة التي يتطلع ويحلم بها كافة منتسبيها دون استثناء؛ حيث إن شعارات المؤسسة الشرطية تتمخض من مكارم أخلاق هذا المجتمع الذي قدم طواعية أبنائه كي يعمروا الأرض بفرض الاستقرار والأمان وسهر على حماية الوجدان من أن يرهبه مغرض أو يخيفه مجرم أو يسيء إليه جاهل؛ فطمئنت القلوب وهدأت النفوس وبات الجفن يتذوق طعم الراحة ويحلم بطموح تقدم وازدهار لا ينتهي.
إن الانتساب لمؤسسة الشرطة المصرية يعني قبول التحدي في حد ذاته؛ فهناك من يحاول أن يبث الخوف والرعب ويطيح بمنظومة الأمن والأمان عبر إجرامه ومن خلال أدوات يمتلكها، وهناك من يمارس أفعال لا تتسق مع صحيح القانون ونصوصه بغية التربح، وهناك من يحاول كسر هيبة الدولة من ممارسات يكسوها الخروج عن المألوف، ومن يحاول التعدي على منظومة القيم المجتمعية النبيلة بأفعال وأقوال لا يتقبلها الضمير الجمعي ولا تتناسب مع الذوق العام ويرفضها الراي العام والقانون أيضًا، إلى غير ذلك من الممارسات غير السوية، وفي المقابل هناك صقور تنقض على هذا وذاك ممن يرتكبون غير المقبول مما تمت الإشارة إليه مهما كلف الأمر من تضحيات.
نحمد الله – تعالى – أن هيأ لمصر مؤسسات بقيادات ومنتسبين لها مخلصين يؤدون ما عليهم بشرف وأمانة ويضعون مصلحة الوطن في قمة الأولويات ويمهدون الطريق لنهضة مستدامة؛ فالإيمان بالوطن يقوم على أفعال تحكمها سياج من القيم العليا التي تزيد الإنسان قناعة وإيمان بما يفعله؛ فما رأينا من مؤسساتنا الوطنية إلا كل شهامة وحرص في الحفاظ على البلاد والعباد في سماوات أضحت مفتوحة تحمل الغث والثمين وتتطلب عيون ساهرة على مدار اللحظة كي تصون شباب الوطن ولا تسمح للمغرضين من تزييف العقول وتشويه الوجدان؛ فأغلى ما نمتلك ثروتنا البشرية دون مواربة.
نثمن ما تتبناه المؤسسة الشرطية من استراتيجيات مبتكرة تستهدف بقوة وحسم العمل الجاد والمضني في سبيل تحقيق العزة والكرامة والحرية المسئولة والأمن وفرض الأمان والاستقرار وخلق مناخ السكينة والطمأنينة لكل مواطن على وجه المحروسة؛ ليصبح كل فرد يحمل بين جنباته كبرياء الوطن العالي القدر والمقدار والمكان والمكانة، ونهيب بكل شريف أن يقدم مظاهر العون والمساندة لتلك المؤسسة الوطنية بما يعينها، على أن تحقق الغايات المنشودة منها في بلادنا الحبيبة.
وفي ذكرى عيد شرطتنا ندعو الله – تعالى – أن يتغمد شهدائنا من الشرطة والجيش في رحماته وأن يسكنهم جنات النعيم ويلحقنا بهم في الصالحين، ونقول لهم ستبقى ذكراكم وما قدمتموه من تضحيات في القلوب، وسنواصل الكفاح من أجل حماية بلادنا ونهضتها جيل بعد جيل، وستظل مصر صامدة قوية شامخة بشعبها ومؤسساتها الوطنية أبد الدهر؛ فلن ينال منها مغرض ولا يكسرها عدو؛ فشعب مصر هو جيش وشرطة مصر، يصطف في طرفة عين خلف قيادته ومؤسساته حينما ينادي المنادي…كل عام وأنتم بخير.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.