رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري
رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى

محمد دياب يكتب.. حين يُقتل الشرف فى وضح النهار

محمد دياب
محمد دياب

دماء الشهداء لم تعد تسيل في ساحات القتال فحسب بل أصبحت تُراق في ميادين الحياة اليومية في قلب المؤسسات التي يُفترض أن تكون آمنة ومحصنة ضد الفوضى.

مقتل العقيد الشهيد وهو يؤدي واجبه في فض مشاجرة داخل أحد البنوك ليس مجرد حادث عرضي بل هو انعكاس مرير لحالة من الانفلات الأخلاقي والأمني التي باتت تهدد كل مواطن شريف في هذا الوطن.

كيف وصلنا إلى هذه المرحلة التي يحمل فيها "المواطن" سلاحًا أبيض داخل منشأة يفترض أنها محكومة بأنظمة أمنية صارمة؟ كيف تمرر بوابة إلكترونية آلة قتل دون أن تصدر إنذارًا؟ وكيف يتحول موظف الأمن المسؤول إلى مجرد شاهد عاجز أننا أمام تحديات جسيمة تواجه المنظومة الأمنية تتطلب مراجعة شاملة وتعزيز آليات الرقابة والانضباط لضمان أعلى مستويات الكفاءة في حماية الأرواح والممتلكات.

إن السكوت على مثل هذه الحوادث هو تواطؤ مع الفوضى وما لم يكن هناك تحرك حاسم، فإن الضحية القادمة قد يكون أي واحد منا يجب أن ندرك أن التساهل مع مظاهر الإهمال والفساد الإداري هو تربة خصبة لنمو ثقافة البلطجة والعنف التي تُغذيها أعمال درامية منحطة تعزز لصورة "البلطجي البطل" لتصبح قدوة لجيل كامل يبحث عن مجد زائف وسط فوضى القيم.

إن معركة الوطن الحقيقية ليست فقط في مواجهة الإرهاب بل في مواجهة الفساد المستشري في تفاصيل حياتنا اليومية من بوابات البنوك إلى إدارات المؤسسات، نحن بحاجة إلى ثورة شاملة على منظومة التراخي تبدأ من المحاسبة الدقيقة لكل مسؤول أغمض عينيه عن الخطر وتنتهي بمواجهة حقيقية مع ثقافة "الاستسهال" التي سمحت للمجرم بأن يتحول إلى ضحية وللشهيد أن يُنسى في عناوين الأخبار.

لم تعد البيانات الإعلامية ولا العبارات الإنشائية تكفي بل حان وقت القرارات الجريئة التي تعيد هيبة القانون وتفرض سيطرته على كل شبر في هذا الوطن، مصر لن تنهض إذا بقي الفساد جاثمًا على أنفاسها، وإذا استمر الإهمال في التسلل إلى أوصالها، على القيادة أن تُعلنها معركة مصير ضد كل مظاهر التراخي ولتكن رسالة واضحة، لا تهاون بعد اليوم فمن يُفرّط في أمن الوطن يُفرّط في حياته، لقد خسرنا اليوم ضابطًا شريفًا، لكن إن لم نتخذ موقفًا حاسمًا فسنخسر غدًا وطنًا بأكمله.

تم نسخ الرابط