رئيـس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيـس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري algomhour
رئيـس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيـس التحرير
محمد صبرى

اللون الأحمر الغامض.. لماذا تصبح بحيرة ناترون في كينيا بمثابة مقبرة للكائنات؟

بحيرة ناترون
بحيرة ناترون

في شمال تنزانيا، إذ تجتمع عوامل الطبيعة القاسية، تقع بحيرة ناترون، واحدة من أكثر البحيرات غرابة في العالم، تبدو وكأنها مشهد من فيلم رعب؛ ولكنها واقع حقيقي، حيث تتحول الكائنات الحية التي تلمس مياهها إلى حجر. 

وتُعد البحيرة المميتة هي شهادة على قوى الطبيعة المدهشة والظروف البيئية المتطرفة التي لا يستطيع العيش فيها سوى قلة من الكائنات الحية.

 

كيف تتحول الحياة إلى حجر؟

وتعد بحيرة ناترون هي بحيرة مالحة، إذ تقع في وادي الصدع العظيم على الحدود مع كينيا، المياه فيها تحتوي على تركيبة كيميائية فريدة تجعل الكائنات التي تقترب منها تتحجر. 

ويتسبب البيكربونات والملح في تكليس الكائنات الحية التي تلمسها، مما يتركها محتفظة بشكلها إلى الأبد، ما يجعل البحيرة تبدو وكأنها مقبرة طبيعية.

 

الحرارة المرتفعة والحموضة المميتة

وبحسب ما كشفت الصحف العالمية، أن درجات الحرارة في بحيرة ناترون تصل إلى 60 درجة مئوية، كما أن مستوى الحموضة يتراوح بين 9 و10.5، مما يجعل البيئة غير صالحة لمعظم الكائنات الحية. 

تستطيع بعض الأنواع الخاصة، مثل أسماك "Alcolapia alcalica" وطائر الفلامينجو التكيف مع هذه الظروف القاسية.

وتتميز البحيرة بلونها الأحمر الكثيف، وهو ناتج عن تكاثر البكتيريا الزرقاء التي تزدهر في المياه القلوية، وخلال موسم الجفاف، يصبح هذا اللون أكثر وضوحًا بسبب التبخر الشديد وارتفاع مستويات الملح، مما يضيف بعدًا غريبًا وجماليًا لهذه البحيرة القاتلة.

 

حياة في بيئة قاتلة: كيف تنجو بعض الكائنات؟

على الرغم من الظروف القاسية التي تحيط بها، تستمر بعض الكائنات في العيش في بحيرة ناترون، إذ تهاجر سنويًا أكثر من 2.5 مليون طائر فلامينجو إلى هذه البحيرة. 

هذه الطيور، إلى جانب بعض أنواع الأسماك، هي الكائنات الوحيدة التي تستطيع البقاء في هذه البيئة القاسية بفضل تكيفها الفريد مع الظروف المميتة.

 

عالم من الغموض 

وتمتد بحيرة ناترون على حوالي 1040 كيلومترًا مربعًا، مع طول يبلغ 57 كيلومترًا وعرض يتراوح بين 15 و22 كيلومترًا. 

على الرغم من أن عمقها لا يتجاوز 3 أمتار، إلا أن البحيرة شديدة الحساسية للتبخر الموسمي الذي يؤثر على مستوى المياه فيها بشكل كبير.

 

هل كانت البحيرة فخًا للمخلوقات؟

من الصعب تحديد كيفية موت الكائنات التي علقت في مياه البحيرة، لكن يُعتقد أن الطبيعة العاكسة لسطح البحيرة قد أربكت الطيور والكائنات الأخرى، مما جعلها تقترب منها وتغرق في المياه القاتلة. 

ويشبه هذا ما يحدث للطائر الذي يصطدم بالنوافذ الزجاجية، حيث تتسبب البيئة العاكسة في الإرباك والموت.

 

 

 

تم نسخ الرابط