محمد دياب يكتب.. حادث مدرسة التجمع
ما حدث في إحدى مدارس التجمع لم يكن مجرد حادث عابر بل صفعة على وجه المجتمع بأكمله وصوتًا عاليًا يكشف انهيارًا حقيقيًا في منظومة الأخلاق والقيم التي لطالما تميز بها مجتمعنا.
كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ أين غابت الأخلاق؟ ولماذا تحولت المدارس التي من المفترض أن تكون حصونًا للعلم والتربية إلى ساحات تكشف عن أزماتنا العميقة؟.
في لحظة كهذه علينا أن نواجه الحقيقة بكل شجاعة، القيم الأخلاقية تنهار أمام أعيننا، والأجيال الجديدة تُترك لمواجهة عالَم بلا بوصلة، حيث أصبحت القيم اختيارية والتربية مجرد كلمات جوفاء تُقال بلا تطبيق.
وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف أمامه فرصة تاريخية لإعادة الأمور إلى نصابها، المسؤولية ليست سهلة لكنها واجبة، وضع خطة فورية لتدريس مادة الأخلاق والمواطنة، بدءً من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة، يجب أن يكون أولوية قصوى.
ولا يمكن أن تكون هذه المادة مجرد حشو إضافي في المناهج، بل يجب أن تكون جوهر العملية التعليمية مادة نجاح ورسوب لأنها ليست مجرد درس عابر بل قضية مصير.
لكن ونحن نفكر في هذا الحل نتساءل: كيف يمكن إلزام المدارس الأجنبية التي تقدم أولوياتها الخاصة مثل تدريس الثقافة الجنسية وحرية الميول بتدريس هذه المادة؟ كيف نواجه توجهاتها التي تصطدم أحيانًا بقيمنا المجتمعية؟ الإجابة ليست مستحيلة لكنها تتطلب شجاعة ووضوح رؤية.
هذه المدارس تعمل في مجتمعنا ويجب أن تخضع لقيمه وقوانينه، تدريس الأخلاق والمواطنة ليس رفاهية بل شرط أساسي للترخيص والاعتماد.
هذه اللحظة تتطلب مواجهة شاملة مع النفس، الحل لا يقتصر على المدارس فقط بل هو معركة مجتمعية، يجب أن نعيد النظر في كل ما نغرسه في أجيالنا الجديدة في البيت وفي الإعلام وفي كل مؤسسة تتعامل مع الشباب.
حادث مدرسة التجمع ليس مجرد خبر عابر يُنسى مع مرور الوقت، إنه ناقوس خطر يدق بعنف ليخبرنا أن الأخلاق لم تعد خيارًا يمكن تأجيله، وأن مواجهة الأزمة تبدأ اليوم قبل أن نفيق على كوارث أكبر، المجتمع الذي لا يحمي أخلاقه لا يحمي مستقبله ونحن الآن أمام مفترق طرق، فإما أن نتحرك أو أن نترك أنفسنا لغرق لا نجاة منه.