السبت، 05 أكتوبر 2024

09:09 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

عمار ياسر يكتب: رؤية نفسية للغة التي ينطق بها القضاء المصري

عمار ياسر - متخصص في الحروب النفسية

عمار ياسر - متخصص في الحروب النفسية

عمار ياسر

A A

إن المنظومات القضائية على مستوى العالم تتحدث دائما بلغة الحبس أو السجن، هذه الكلمات هي لغة القضاة ووكلاء النيابات وغيرهم ممن يعملون على تحقيق العدالة وإنفاذ القانون.

وسنقوم بطرح بعض التساؤلات التي تشير إلى إعمال العقل وتفعيل قانون الإنسانية، بل وتحقيق العدالة أيضا.

هل يمكن عند النطق بالحكم على متهم، أن يتحدث القاضي بحكمت المحكمة بالإصلاح والتأهيل على فلان لمدة كذا من الأعوام بدلا من حكمت المحكمة على فلان بالسجن لمدة كذا من الأعوام؟ هل يمكن أن نغير نظرتنا لكلمة السجن وبدلا منها بالإصلاح والتأهيل؟

نعم لدينا العديد من مراكز الإصلاح والتأهيل بعد أن كانت في السابق تسمى بالسجن، واليوم نحن أمام الإصلاح والتأهيل فهل يُمكن إلغاء كلمة السجن أو الحبس من المنظومة القضائية؟

هل يمكن لمشرعي القوانين أن ينتجوا لنا قوانين تتضمن بداخلها الإصلاح والتأهيل بدلا من السجن أو الحبس؟

إن النفس البشرية تكره ما تجبر عليه فلماذا لا نقوم بتغير القانون ليتناسب مع ثقافتنا ويحقق لنا معنى الإنسانية؟ عندما يتم إلغاء كلمة السجن أو الحبس واستبدالها بكلمة الإصلاح والتأهيل أثناء النطق بالحكم فإن ذلك سيخفف الكثير عن كاهل أُسر بأكملها نعرف جميعا أن للكلمة قوة مثل الرصاصة عندما تصيب الجسد فإنها تخترقه هكذا هي الكلمة أيضا وإن كلمة الإصلاح والتأهيل وقعها السمعي يختلف كثيرا عن كلمة السجن أو الحبس.

كل شيء في الحياة يتعامل معه الإنسان هو في الأساس عبارة عن ثقافة فبذلك عند تغير الكلمات من سجن وحبس إلى إصلاح وتأهيل ستنتشر هذه الثقافة بقوة في المجتمع بل وسيقبل الناس عليها بقوة.

فما الفائدة إذا غيرنا أسماء السجون إلى إصلاح وتأهيل ولم نغير ثقافة النطق بالحكم من السجن إلى الإصلاح والتأهيل؟

قد يتبادر إلى الأذهان وماذا عن أحكام الإعدام؟ ستبقى أحكام الإعدام كما هي في حالتها المعروفة أما ما سيتغير فقط هي لغة النطق بالحكم بدلا من السجن أو الحبس تصبح الإصلاح والتأهيل.

إذا أردنا تغير الثقافة فلابد من تغير الكثير من القوانين التي تتناسب مع الثقافة التي نريدها ونطمح إليها والسؤال الذى يطرح نفسة هنا هل كلما زادت العقوبة قلت الجريمة؟

إذا كان هذا صحيح فلماذا نشهد اليوم الكثير من الجرائم تحدث كل يوم بل إنها لم تحدث بهذا الشكل من قبل؟ ليست العقوبات هي الحل، بل الإصلاح والتأهيل هو الحل الفعال لإعادة هيكلة الفكر في مجتمعنا المصري وإعادة الإنسانية للإنسان مرة أخرى.

search