عبد الرازق توفيق يكتب.. قناة السويس وصناعة الفارق
عبد الرازق توفيق
كيف كانت.. وماذا أصبحت؟ سؤال يكشف بوضوح قيمة النجاح والأفكار الخلاقة
قناة السويس وصناعة الفارق
تنهض الأمم، وتقوم من عثرتها خاصة تلك التى تمتلك موارد محدودة، بالأفكار والرؤى الخلاقة، والحلول خارج الصندوق، والقدرة على استشراف المستقبل، وتجد حلولاً، وتمتلك القدرة على تحويل المحن والشدائد والأزمات المتراكمة والمعاناة العميقة، بشجاعة وإرادة الإصلاح الحقيقي، أما الأفكار التقليدية والنمطية فلن تصنع جديدًا، وسوف تؤدى إلى استمرار الأزمات والمعاناة دون العثور على حلول أو مخارج، أو إحداث تغيير حقيقي.فى تجربة الرئيس عبدالفتاح السيسى الملهمة وهذه شهادة حق، كانت ومازالت الأفكار والرؤى الخلاقة، والرؤية الإستراتيجية الشاملة، والنظر بعين استشراف المستقبل هى السبيل والحل للخروج من نفق مظلم من الأزمات والمعاناة العميقة إلى آفاق رحبة من الإنجازات والنجاحات، وعرف الوطن والمواطن طريقه إلى الاستقرار وتخفيف حدة المعاناة، وباتت الصورة والمشهد فى مصر أكثر إشراقًا وتفاؤلاً وفرصًا للعبور إلى المستقبل الواعد، وتنفست مصر والمصريون الصعداء بعد معاناة وأزمات استمرت دون حلول على مدار خمسة عقود كاملة تجمدت فيها إرادة البناء، وعجزت عن اتخاذ قرار الإصلاح الشامل.الأفكار الخلاقة، وإرادة العمل والبناء أحدثتا الفارق فى مصر، بعد أن تولى الرئيس السيسى أمانة المسئولية الوطنية فى رئاسة مصر، لقد ورث تلالاً من الأزمات والمعاناة العميقة، وتحديات قاسية، وأوضاعاً سياسية واقتصادية وأمنية خطيرة، لذلك قرر أن يتصدى بحسم وإرادة ورؤى لكافة هذه التحديات فرسخ الأمن والاستقرار واستعادة هيبة الدولة، ونقلها من مرحلة شبه وأشلاء الدولة إلى دولة قوية وقادرة، دولة القانون والمؤسسات، ثم شرع فى أكبر عملية بناء وتنمية ارتكزت على إصلاح حقيقى فى كافة المجالات والقطاعات فحققت طفرات وقفزات وإنجازات انعكست على قدرة الوطن، وحياة المواطن الذى جنى ثمار الإصلاح والبناء فى كثير من مناحى حياته، وأصبح أكثر اطمئنانًا على المستقبل رغم تحديات وصعوبات وتداعيات الأزمات العالمية، لكنه بات أكثر ثقة فى قدرة مصر على عبور وتجاوز هذه التحديات، فقد مرت البلاد بأصعب من ذلك بكثير، وعبرت ونجحت، وستصبح هذه التحديات تاريخًا من الماضي، فهكذا عودتنا «مصر ــ السيسي» فى قدرتها على تحويل الشدائد والمحن إلى نجاحات ومنح ولعل ما يؤكد ذلك هو حالة مصر قبل 9 سنوات، كانت تثير الأسى والحزن على وطن عظيم فى حجم مصر، لكن هذا القائد العظيم نجح فى استعادة قوة وقدرة مصر وتعظيم ومضاعفة هذه القدرة لتصبح أكثر شمولاً.قناة السويس التى حفرت بعرق ودماء المصريين قبل 152 عامًا والتى تعد أهم شريان ملاحى فى العالم، وهى قيمة وطنية وإستراتيجية واقتصادية لمصر. نموذج واضح لحصاد الأفكار الخلاقة والرؤى الثاقبة، واستشراف المستقبل، فقد ارتأى الرئيس السيسى أنه لابد من حفر قناة السويس الجديدة لتطوير ومضاعفة فاعلية وأهمية قناة السويس، والاحتفاظ بكونها أهم شريان ملاحى فى العالم غير قابل للمنافسة لخدمة حركة التجارة العالمية، ولمضاعفة وزيادة عوائدها وإيراداتها، وأيضًا اختصار زمن المرور وزيادة قدرة القناة على عبور أكبر عدد من السفن والتوسع فى الخدمات التى تقدمها القناة للسفن والناقلات العابرة للقناة التى حققت إيرادات إجمالية منذ إنشائها تقدر بأكثر من 143 مليار دولار.. ومضى على تأميمها 67 عامًا، لكن تستطيع أن ترصد نجاح الفكر الخلاق، والرؤية الثاقبة للقيادة السياسية فى تضاعف عوائد وإيرادات القناة فكانت قبل حفر القناة الجديدة لا تزيد على 4.5 مليار دولار، وبلغت إيراداتها الآن 9.4 مليار دولار فى عام واحد.تستطيع أن ترصد الفارق، بسهولة عندما ترصد تعرض القناة لأزمة وحادث الناقلة أو السفينة «إيفرجيفن» والتى تجاوزتها مصر بأياد وعقول مصرية دون أدنى مساعدة دولية وسط إعجاب وتقدير وإشادة العالم، وبلغت السفن المكدسة أو التى تنتظر العبور 400 سفينة، تنتظر المرور وبسبب القناة الجديدة وأعمال التطوير عبرت جميعها فى زمن قياسى وبمعدلات لم تشهدها القناة من قبل.قناة السويس التى حفرت قبل 152 عامًا وعبرت من خلالها حمولات وبضائع بلغت 31 مليار طن نجحت بفضل الأفكار الخلاقة فى تجاوز محنة كورونا، وشهدت زيادة فى معدلات العبور والمرور 8٪، فى توقيت صعب للغاية، خاصة منحت القناة تخفيضات وتسهيلات وصلت إلى 75٪، وهو ما يعنى أهمية قناة السويس وإستراتيجيتها خاصة بعد حفر القناة الجديدة وزيادة العمق إلى 24 مترًا وتطوير القطاع الجنوبي، ليصل العمق إلى 28 متراً ووجود ساحات للانتظار والعمرات والإصلاح والتوسع فى الخدمات المقدمة للسفن العابرة، وتشمل تموين السفن وجمع المخلفات والإسعاف، والإصلاح والصيانة داخل الترسانات التابعة لهيئة قناة السويس وخدمة تغيير أطقم السفن.قناة السويس، هذا الصرح العالمي، والذى هو هبة من المولى عز وجل، ونموذج لموقع مصر الإستراتيجى الفريد وكيفية الاستثمار الأمثل فيه، والتطوير الدائم والمستمر، لتصبح أهم شريان ملاحى فى العالم بلا منافس، ويقطع الطريق على الأوهام، التى تداعب البعض تنفق على مشروعاتها التى تخدم عملية تطوير وإحداث قيمة مضافة للاقتصاد المصرى وبالجنيه المصرى ويذهب العائد الدولارى إلى خزانة الدولة بل وتساهم فى مشروعات قومية ووطنية مثل مشروع «حياة كريمة» الذى يستهدف تغيير حياة المواطن، إلى الأفضل، وهى صرح وكيان اقتصادى تنموى عملاق، سواء فى مشروعات المزارع السمكية، وأيضًا أسطولها البحرى وأسطول الصيد، وشركات تابعة للهيئة تم تطويرها وتحديثها لتواكب العصر، وتشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.الحقيقة أن نجاحات وقفزات وطفرات وعوائد وإيرادات قناة السويس، نموذج فريد لدحر الشائعات والأكاذيب وحملات التشكيك التى طاردت رؤية حفر القناة الجديدة وأعمال التطوير والتحديث وبالتالى فإن هذه الأرقام والإيرادات والنجاحات والأهمية القصوى للتجارة العالمية تمثل هزيمة ساحقة لمنابر وأبواق والخلايا الإلكترونية للكذب والشائعات والتشكيك الذى يتواصل على مدار الساعة لاستهداف مصر، دون أن تثبت منها أى معلومة صحيحة سوى محاولة تحقيق أهداف خبيثة ضد مصر، لنشر الإحباط وهز الثقة وإضعاف الارادة والروح المعنوية لكن الشعب المصرى بات على يقين ان ما يستهدف وعيه من حملات أكاذيب وشائعات وتشكيك وأحاديث إفك، تستهدف الإضرار بالوطن وتعطيل مسيرته نحو البناء والتنمية والتقدم، لذلك فإن الحديث عن نجاحات قناة السويس المدوية هو حديث لبناء الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح الذى يشكل ويمثل صمام الأمان فى أتون ما تتعرض له مصر من محاولات لتزييف الوعي، والعبث فى العقول، لكن ما يجرى على أرض الواقع من نجاحات وانجازات صنعتها الرؤية الرئاسية الخلاقة، يجهض هذه الحملات الفاشلة، التى كشف بطلانها وزيفها المواطن المصرى البسيط.الحقيقة أيضاً أن المستقبل يحمل لمصر الكثير والكثير من الخير والتقدم جراء الأفكار والرؤى الخلاقة لقيادة سياسية استثنائية، وملهمة فلم تكن قناة السويس الوحيدة التى صنعت الأفكار والرؤى الخلاقة الفارق فيها، ولكن مجالات وقطاعات كثيرة تجنى مصر ثمارها، وتدخلها حيز المنافسة العالمية بعد أن كانت مجرد أحلام مؤجلة ومجمدة، فما يجرى من تطوير وتحديث للموانئ المصرية ومواكبة للتكنولوجيا والعصر وتلبية لأرقى احتياجات التجارة العالمية، ثم ما يحدث فى مجال الطاقة، والثروة التعدينية والاستثمار وفق البيئة المثالية والانفتاح على القطاع الخاص المحلى والأجنبي، والشراكات مع دول العالم، وما تشهده مصر من بنية تحتية.لذلك هناك ربط استراتيجى مهم ان نلتفت إليه ويؤخذ فى الاعتبار هو تعانق قناة السويس، وما يحدث فيها من تطوير وتحديث غير مسبوق مع بنية تحتية عصرية، وتطوير وتحديث الموانئ المصرية على البحرين الأبيض المتوسط، والأحمر، والقطار السريع، نجد أن هناك رؤية استراتيجية عبقرية تحقق الكثير والكثير من الأهداف جملة واحدة تصب فى النهاية فى خانة نهضة وتقدم اقتصادى وقوة وقدرة وطن، إنها الأفكار والرؤى الخلاقة الإستراتيجية والشاملة التى تستطيع استثمار جميع الفرص، وتربط المزايا ببعضها البعض لتصنع فى النهاية قدرة لم تكن موجودة بسبب غياب الرؤية، والفكر، لذلك فإن الرئيس السيسى يأخذ مصر إلى آفاق رحبة تحلق بعيداً فى سماء التقدم والمستقبل الواعد، ويجنى المصريون ثمار هذه الرؤية فى حياة كريمة.لذلك لا تغرنكم أعراض تداعيات أزمات عالمية لا ذنب لنا فيها، وهى مجرد ظواهر مؤقتة وأعراض زائلة ويبقى الجوهر والهدف والإنجاز الحقيقى القادر على حماية الوطن من الأزمات والتحديات، لذلك فإن الأفكار الخلاقة هى من تصنع الفارق، وتشكل نهاية للأزمات والتحديات، وتبقى قناة السويس نموذجاً للإبداع فى الرؤى والأفكار وبناء الأوطان.تحيا مصر.
نقلا عن صحيفة الجمهورية
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً