حسين خيري يكتب.. الفرنجة ليسوا على قلب رجل واحد
حسين خيري
من العبث أن تتحمل بمفردها شعوب أوروبا وأمريكا جريمة كراهية الإسلام والعنف ضد المسلمين، ولكن حكوماتهم ومؤسساتهم يقع عليها الجرم الأكبر، ولا يخفى على أحد أن منظمومة الإعلام الغربي تتلاعب بعقول شعوبها، ولا تعترف بشيء اسمه الحياد والموضوعية في نقل الأحداث، وتلعب باحتراف في شيطنة الآخر، كما فعلته في العراق وأفغانستان، وترتكبه حاليا في شيطنة الفلسطينيين تجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي أصحاب القلوب الرحيمة.
ولابد أن ينحني الجميع أمام قوانينهم، التي تعلي من شأن حقوق الحيوان، ونؤيدهم بشدة في إعلاء شأنها، وعلينا أيضًا أن نغلق الأفواه عندما يقتلون ويحرقون الحيوانات والإنسان بطائراتهم وآلياتهم العسكرية في بلاد المسلمين.
ومن جهة أخرى يمارسون أساليب الضغط على دول العالم للالتزام بحرية المرأة، ونحن نقول لهم سمعا وطاعا، فرسولنا أوصانا بالنساء خيرًا، غير أنكم أهل الفرنجة أذقتم نساءكم الإهانة، وخلعتم منهن نسبهن لآبائهن، وألصقتم نسبهن لأزواجهن، وفي المقابل كان لكم نصيب الأسد من إحصائيات العنف ضد المرأة على مستوى العالم، ومراكز الشرطة في بلادكم شاهدة عليكم.
اعترضت لاعبات الجمباز الألمانيات على حتمية ارتداء ملابس شبه عارية في أولمبياد طوكيو عام 2020، واعتبرن أن هذا الرداء يضفي طابعًا جنسيًا على رياضتهن، ويعد مشهد احتجاج اللاعبات الألمانيات أحد صور عدم إجماع مواطني أوروبا وأمريكا على سياسات حكوماتهم البغيضة.
وكانت قوانينهم حتى في اللعب تمنع اللاعبات المسلمات من لبس الحجاب أثناء الألعاب الأولمبية، و استطاعت اللاعبة المغربية نهيلة بنزينة المشاركة في كأس العالم للسيدات لكرة القدم الأخيرة وهي ترتدي الحجاب، ورضخت الفيفا أخيرا في تغيير قوانينها الغريبة الخاصة بمنع الحجاب.
فضحت امرأة مسلمة دنماركية عوار قوانين مؤسساتهم الأمنية، حين حاولت منع أحد المتطرفين من حرق المصحف، وإذ بالشرطة الدنماركية تعتدي عليها، وتنزع المصحف من يديها وتسلمه للمتطرف لاستكمال حرقه.
وما يؤكد عدم تعاطف جموع الشعوب الغربية مع انتهاك مقدسات المسلمين وجود منظمات حقوقية يترأسها شخصيات أوروبية تهاجم سياسة العنصرية والكراهية ضد المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، فقد أدانت منذ أيام "منظمة أوروبيون من أجل القدس" اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين في القدس.
كذلك حال المفوضية الأوروبية لمكافحة الكراهية ضد المسلمين، انتقدت "ماريون لاليس" منسقة المفوضية مسئولي الاتحاد الأوروبي، وقالت أن أعمال العنف ضد المسلمين تتنافى مع القيم التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، ومن جانب آخر تقدمت إدارة مدرسة بكندا خلال العام الحالي ببرنامج لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في بلادها.
والقانون السويدي الذي يقر حماية كل من ينتهك مقدسات المسلمين، يظهر دوافع الكراهية لدي سياسات رجال حكومات السويد، والمؤسف أن نفس هذا القانون يجرم معاداة السامية، وعلي ذات الخط تزأر حكومات الفرنجة وقت المساس بالشواذ، وفرضوا العقوبات الصارمة على أي شخص تسول له نفسه انتهاك حرية الشواذ.
والسؤال: ما هو مفهوم الفوضى الأخلاقية في دساتيرهم؟ وثانيا ألم يمثل الاعتداء على المقدسات الدينية تكديرا للسلم العام؟ فأغلب القوانين الغربية تمنح الشرطة حق التدخل السريع لحماية السلم العام، وبرغم قوانينهم ليس أهل الفرنجة على قلب رجل واحد ضد كراهية المسلمين.
نقلًا عن صحيفة الأهرام
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً