الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:20 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

هاجر العادلي تكتب: صدمة علي جمعة!

هاجر العادلي

هاجر العادلي

A A

مع بداية شهر رمضان أطل علينا فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق في برنامجه (نور الدين)، مجيباً على أسئلة مفخخة تحمل في إجابتها عبئاً ثقيلاً، لمحو تراكمات وفتاوى متطرفة وارهابية وعنصرية تربي عليها أجيال عقيمة فكريا تأخذ ولا تتدبر؛ مصدرها تجار الدين مختبئين تحت عباءة الإسلام.
ومن وجهة نظري أنه أهم برنامج ديني علي الإطلاق، فمن الضروري الإجابة على أسئلة الأطفال والمراهقين ليعرفوا دينهم بشكل سوي وصحيح وبناء، وحتى نتعرف أيضاً على أفكارهم ومشاكلهم التي تشغلهم وتحيرهم بلغة عصرية.
فالاهتمام بالنشء في معرفة دينهم هو بمثابة بناء مجتمع مسلم متحضر يقبل الآخر ويتعايش مع قضايا مجتمعه، بعيداً عن الانعزال والتطرف؛ كما أنه إغلاق لأي مدخل للجماعات الإرهابية وتجار الدين لتعبث بعقولهم وتتلاعب بمشاعرهم الدينية.
ولعل اختيار فضيلة الشيخ علي جمعة للرد عليهم وبناء حوار معهم اختيار مثالي.
وتابعت بنفسي بعض الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال ربما تكون صعبة ومحرجة ولا يجدون إجابة عليها في محيطهم الأسري.
ولعل أبرز ما رد به جمعة على أسئلة الأطفال أن الجنة ليست حكرا على المسلمين فقط، وأن غيرهم من الأديان الأخرى سيدخلون الجنة أيضًا.
وعن صداقة الولد والبنت فقال جمعة إن خروجهما معًا ضمن شلة ليس حرامًا، والبشرية كلها كانت على حد الاختلاط، مؤكدا أن الصداقة بين الجنسين مباحة طالما فيها عفاف، أي خالية من المحرمات والسرية.
وصرح بأن الاحتفال بالكريسماس جائز لأنه احتفال بالأنبياء، موضحاً أن الاحتفال بالسنة بالميلادية الجديدة يعني الاحتفال بعيد ميلاد المسيح وهو ميلاد معجزة، والقرآن أقر بها، وجعلها عيد محبة وسلام واستشهد بالآية الكريمة : "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا".
وهنا جن جنون تجار الدين كارهي السلام والتعايش وبدأوا في حملات تشويه فاشلة لفضيلة الشيخ كعادتهم، بعد أن قطع عليهم الأمل في استقطاب نشء وجيل جديد.

وجميعنا كمصريين أسوياء مثقفين ومتدبرين لديننا الإسلامي نعرف جيداً، أن كل كلمة قالها فضيلة الإمام هي صحيح الدين وليست بجديدة علينا مهما حاولت جماعات الظلام تزييف وتشويه الإسلام الصحيح ليتناسب مع مخططاتهم وأفكارهم المتطرفة.

ونتمنى أن يستمر هذا البرنامج طوال العام وأن تكون هناك برامج أخرى للأطفال تدمج الدين مع قضايا المجتمع المعاصرة لبناء عقولهم وعقديتهم بعيداً عن موروثات التطرف والجهل.

search