الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:14 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«تجار الدولار» خنجر في عنق الوطن

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

علاء عصام يكتب

A A

استطاعت الدولة المصرية من خلال جهاز الشرطة، أن تعبر عن غضب ملايين المصريين، وقامت بالقبض على مجموعة من تجار الدولار، بعد أن ظلت فترة من الوقت تجمع المعلومات وترصد كل من يكتنز الدولار ويحوله لسلعة، ولكنها سلعة حرام تجاوزت خطورتها المخدرات والمتفجرات.

نعم وبدون أية مبالغة فقد تسبب هؤلاء العملاء والخونة، في تهديد أمن مصر القومي، وحققوا أرباحا مليارية على حساب حق المواطن، الذي أصبح غير قادر أن يطعم أبناءه ويوفر لهم حق الغذاء والدواء.

وسمحت السياسات الخاطئة التي تبنتها الحكومة، ومجموعتها الاقتصادية، على مدار عشر سنوات والتي بدأت بتعويم الجنيه، وحملت مصر ديونا وقروضا قصيرة الأجل، لتمويل مشروعات قومية يأتي عائدها بعد أجل طويل وأغلبها مشروعات بنية تحتية غير صناعية، في إنهاك قدرة مصر على سداد التزاماتها، واضطرار الدولة لجمع الدولارات من السوق السوداء لسداد مديونياتها.

ويعلم جهابذة الاقتصاد أن التعويم والاستدانة بدون قاعدة إنتاجية قوية، هو أمر يتسبب في خلل اقتصادي فادح،  لاسيما أن زيادة الإنتاج والصادرات تساهمان في توفير موارد نسدد من خلالها فاتورة الديون، كما أن الدول الصناعية الكبرى تقوم بتعويم عملتها لزيادة الصادرات، من خلال تخفيض قيمة المنتجات، مما يساهم في زيادة الطلب عليها ويجعلها أكثر قدرة على المنافسة، وتفعل ذلك الصين والهند وحتى الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الأوقات، بينما مصر لا تملك منتجات ذات مكون محلي كبير وحجم صادراتها أقل بكثير من حجم ما تستورده.

وللأسف حكوماتنا "المفلسة" قبل أن تقوم ببناء هذه القاعدة الإنتاجية الصناعية، عومت الجنيه، ودخلت في تحدي القروض، وكانت تبحث بكل ما تملك عن قرض دولاري لسد عجز الموازنة.

وبالتوازي غابت الرقابة وتضخمت شبكات الاحتكارات وتجارة العملة، وتحول الدولار لسلعة داخل المنازل والمخازن، وتباع وتشتري خارج البنوك والمصارف المصرية، بل الأخطر أصبح الدولار يباع في الخارج بسعر غير رسمي وصل لسبعين جنيها مقابل إعطاء قيمة هذه الدولارات بالعملة المحلية لأهل العاملين بالخارج هنا في مصر، بدون أي حركة حقيقية فعلية لدخول الدولار وخروجه عبر المصارف الرسمية التابعة للبنك المركزي.

ووقع المواطن فريسة لهؤلاء التجار وأسيادهم المحتكرين، وأصبح تجار الدولار كمصاصي الدماء، يحققون مكسبهم السريع والدنيء على حساب حق المصريين في الغذاء والدواء والتعليم والحياة.

وأطالب الشرفاء في هذا الوطن باستمرار هذه الحملات الأمنية، لاستعادة هذه الأموال للبنوك المصرية، وبالتوازي البدء فورا بوقف أي استنزاف للدولار لاستيراد سلع استفزازية، ويستخدم الدولار فقط في شراء السلع الضرورية مثل الدواء وسد عجز احتياجاتنا من بعض السلع الغذائية ومدخلات الإنتاج، ومن يريد شراء سيارات جديدة ولعب أطفال وجبن مستوردة أو يبحث عن الدولار لقضاء وقت ممتع في الخارج، فعليه أن يرحم الشعب المطحون ويتوقف عن هذه الأنواع من المتعة، في وقت أصبح 70% من المواطنين لا يملكون ثمن وجبة غذاء بشكل يومي.

ساهمت هذه الألاعيب الاحتكارية في إضعاف مصر أمام أعدائها الذين يريدون تمرير مشروع التهجير واحتلال محور صلاح الدين، وتحول أصحاب الاقتصاد الريعي الاستهلاكي وعاشقي الاستيراد وتجار الدولار لخنجر في عنق الوطن.

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search