الإثنين، 09 سبتمبر 2024

12:52 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

د.وليد عتلم يكتب: انفضَّ مولد الدوري.. الكل «خاسر»

د. وليد عتلم

د. وليد عتلم

A A

انفضَّ مولد الدوري، فهل من مستفيد؟
بداية عزيزي القارئ قبل أن تشرع في قراءة هذا المقال أرجو أن تخلع رداءك الكروي وتنزع عنك عباءة التعصب الأعمى، سواء كنت أهلاوي أو زملكاوي، مشجعا للإسماعيلي أو للاتحاد، متحيزًا للمصري البورسعيدي أو لزعيم الفلاحين "غزل المحلة".

القضية الآن تتجاوز الولاءات الضيقة، وأكبر من فوز فريقك المفضل بالدرع أو بالكأس. القضية تتعلق بواقع صناعة تتطور عالميًا وإقليميًا ونحن لا نزال محلك سر، بل على العكس نتراجع، واحتل حديث التعصب والسحر والأسحار محل المهنية والإدارة المحترفة، لقطاع مع الأسف لا يزال مهملاً، ويدار بعقلية الستينيات من القرن الماضي.

ولن أذهب بك بعيدًا عزيزي القارئ إلى القارة العجوز، لكن هيا بنا نعبر ميناء سفاجا إلى المملكة العربية السعودية؛ التي تبنت مشروعًا طموحًا لتحويل الرياضة في المملكة إلى صناعة قوية، في إطار المشروع الأكبر رؤية المملكة 2030، والخاص بتحويل اقتصاد المملكة من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد متنوع.

ومن الغَبْن الشديد اختصار المشروع السعودي في التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك المدرب. مطلع يونيو الماضي أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، عن مشروع متكامل للاستثمار الرياضي وتخصيص الأندية الرياضية السعودية كإطار متطور للشراكة مع القطاع الخاص في هذا السياق، من خلال محورين رئيسيين، الأول: يشتمل على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني: طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءًا من الربع الأخير من عام 2023، وهي أندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال، إلى صندوق الاستثمارات العامة.

إعلان ولي العهد السعودي بنفسه خطة التطوير، يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لهذا القطاع، وكيف أن الرياضة تحولت من لعبة تنافس وترفيه إلى صناعة متكاملة، تمثل جزءًا مهمًا من دورة وحركة الاقتصاد العالمي حتى أصبحنا نتحدث عن اقتصاديات الرياضة عامة وكرة القدم خاصة.

لذلك فالمشروع السعودي متكامل، لا يعني بكرة القدم فقط، لكنه يشمل رياضيات أخرى وجه لها صندوق الاستثمارات السعودي مخصصات كبيرة في الأندية والبطولات العالمية مثل نادي نيوكاسل يونايتد، وبطولة (LIV Golf) ورياضة الزوارق الكهربائية (E1)"، كما عمل الصندوق على تأسيس بُنى تحتية رياضية وترفيهية، كما يحدث في مشروع القدّيّة وشركة مشاريع الترفيه السعودية (Seven)، بالإضافة إلى رعاية العديد من البطولات والرياضات العالمية في مجال كرة القدم، رياضة الغولف، وسباق السيارات الأشهر عالمياً (فورميلا 1)، والسيارات الكهربائية (فورميلا E).

نعود لكرة القدم، ولأنها صناعة فقد بدأت المملكة بالإدارة، حيث تم الاستعانة بالنيجيري مايكل إمينالو الذي سيكون أول مدير لرابطة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم.

يتمتع إمينالو بخبرات كبيرة فيما يتعلق بإدارة كرة القدم وتطويرها، ومن قبله تعيين البريطاني غاري كوك رئيسًا تنفيذيًا لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، وهو أيضا من ذوي الخبرات الكبيرة في مجال الإدارة الرياضية.

كل ما سبق يتم بهدف ما أعلنته «سكاي نيوز عربية» من تحقيق نقلة نوعية كبيرة للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.

أين نحن من ذلك؟

في المقابل، مع الأسف لا نزال ندور في نفس فلك ومدار الشخصيات التي تدير وتحكم الرياضة المصرية إدارياً وإعلامياً منذ التسعينيات، حتى مع تدشين رابطة الأندية المحترفة، لا تزال عديد الأمور بعيدة كل البعد عن الاحتراف، الرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة أسيرة في سجن التحيز الأعمى والتعصب الأسود.

هذا واقع رياضي لا يليق بمصر الجمهورية الجديدة وتطلعاتها؛ وكما هي عادتنا المصرية الأصيلة لن يتحرك شيء دون اهتمام وتوجيه ورعاية رئاسية، فأنا وعبر منبر «الجمهور» أتوجه بالنداء للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل إقرار استراتيجية وطنية للرياضة المصرية وللاستثمار الرياضي في مصر.