الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:52 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

شوقي عبد القادر يكتب: صوتك للرئيس مش كفاية

شوقى عبد القادر

شوقى عبد القادر

A A


1
"الحاكم الضعيف فتنة".. هكذا تقول الأدبيات السياسية والتاريخية، من أين يستمد الحاكم قوته؟ سؤال يحتمل العديد من الإجابات ولكن الإجابة الأهم والأبقى أن الحاكم يستمد قوته الحقيقة من شعبه، من هذا المنطلق على سبيل المثال لا الحصر، تمكن الزعيم جمال عبد الناصر، من مواجهة الدول الاستعمارية، وهو نموذج للرئيس الذى كان ومازال غير مرغوب فيه لواشنطن ولعاصمة الضباب لندن، ومن يسير في ركابهم، المهم لدى إدارة البيت الأبيض أن تتعامل مع رئيس بلا شعبية، لا لشيء سوى سهولة السيطرة وفرض القرارات والشروط التي تخدم في المقام الأول مصالحها الحالية والمستقبلية. 

مطلع شهر ديسمبر الجاري كانت بلادي وشعبها على موعد مع استحقاق دستوري ممثلا في الانتخابات الرئاسية 2024، كنا أمام مشهد تاريخي في توقيت تاريخي لا يخفى على أحد، والتاريخي هنا ليس المقصود به 18 ديسمبر موعد إعلان اسم الرئيس الحاصل على أعلى نسبة تصويت، وإنما الحاصل على أعلى نسبة تكليف، هذا هو بيت القصيد إن جاز التعبير، والأمر هنا لا يخلو من السؤال هل انتهى دوري ودورك؟  بعد الذهاب إلى لجنة الاقتراع، والوقوف أمام الصندوق والتصويت للمرشح الذى تم اختياره، هل تعتقد بذلك أنك أديت ما عليك؟  الإجابة المؤكدة لا وإنما دوري ودورك سوف يبدأ بعد هذا التوقيت.

نتيجة انتخابات الرئاسية 2024 .. وما بعدها تحتاج مني ومنك إلى العديد والعديد من أوجه الدعم لمن رشحنا ولمن انتخبنا، دورنا لم ينته بالذهاب إلى صندوق الانتخابات، للرواية فصول أخرى تستحق أن تروى عندما يحين موعدها وحتى هذا الحين  من المهم أن تعرف أن "صوتك للرئيس مش كفاية" .. كمل مشوارك مع مرشحك، الأيام القادمة تحتاج منا إلى تكاتف ومشاركة.. فكرة الرئيس الأب لم تعد موجودة.. التفاصيل كثيرة ودقيقة داخليا وخارجيا تحتاج إلى الرئيس المدير، ما يعنى أن فكرة التواكل لا محل له من الإعراب، الرئيس له دور ونحن لنا أدوار لن تستطيع مصر مجابهة التحديات داخليا وخارجيا إلا إذا قام كل منا بدوره.  

4
فن صناعة الأزمات علم يدرس في العديد من دول العالم، وفى مقدمتها ما ذكرناه في السطور الأولى في عهد عبد الناصر، وعلم تصدير الأزمات تطور واستفاد مما قدمته التكنولوجيا، "الأزمة هي العنصر الرئيس في تغير مجريات الأحداث" على مدار السنوات الماضية، ارجع بالذاكرة ولاحظ كم أزمة حقيقية ومختلقة مرت على هذا البلد .. صناعة الأزمات سلاح فعال وناجز في بعض الدول والأنظمة الهشة، لأن الأزمات ببساطة تعمل على امتصاص قوة الطرف المستهدف، هل تختلف معي في أن هذا البلد مستهدف، هل تختلف معي.. هناك من يريد لمصر أن تكون مثل الجزر المعزولة، الشعب بعيد عن الرئيس  والرئيس بعيد عن الشعب.. هذا بالضبط ما يريده صناع الأزمات في الخارج ووكلاء الأعمال في الداخل.

search