السبت، 23 نوفمبر 2024

09:24 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«درة» جديد والعالم في وضع Silent

أيمن عبدالمنعم

أيمن عبدالمنعم

أيمن عبدالمنعم

A A

عام 2000 شهدت فلسطين انتفاضة الأقصى الثانية، والتي أسمتها وسائل الإعلام حينها، انتفاضة «الدرة»، بعد أن نفذ الاحتلال حينها جريمة معتادة بالنسبة له، إلا أنها مزّقت قلوب الشرفاء في العالم حينها، ممن تظل إنسانيتهم قائمة، ويستطيعون التمييز بين السياسة والإنسانية، ويعلمون أن تلك لا ترتبط بأيديولوجية أو فكر سياسي معين.

وكما ذكرت فإن الاحتلال اعتاد الجرائم التي ينفذها ضد أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم سوا أنهم وُلدوا في أرض مغتصبة فقرروا أن يسيروا في طريق الشرف وألا يتخلوا عنها، حتى لو تخلت الشعارات «المزيفة» عنهم.

ليرى الناس «درة» جديد يسقط أمام أعينهم، طفل لم يبلغ الحُلم بعد، يرى الاحتلال قادم فيلوذ فارًا بقلب طفل، لتصطاده مدافع الاحتلال ويسقط على الأرض طريحًا، في صورة تعرى فيها الاحتلال من جلده فلا نقول سقط ثوبه، لأنه تعرى من ثوب المبادئ منذ ما يزيد عن 75 عامًا.

من جنين يتكرر مشهد الدرة، ولكن هذه المرة لم يكن الفتى في أحضان والده ليحاول أن يحميه، بل لم يحول بينه وبين رصاصة موته حائل، لتحتضن جسده بعنف وتطرحه في الأرض، كغصن أخضر تيبس فسقط دون أمل في حياته.

انتفاضة الأقصى الثانية تركت في أذهان الناس الطفل محمد الدرة الذي قُتل دون ذنب أو سبب، وأحداث السابع من أكتوبر التي سقط فيها العديد من الأطفال قتلى لم تترك محمد الدرة واحد بل تركت نحو 6 آلاف درة.

6 آلاف من الضحكات البريئة وآمال فطرية بسيطة، سقطت على الأرض واختلطت دماؤهم الجديدة بالأرض قبل أن تسري بحرية في أجسادهم.

وبين طفل يقتل هنا وامرأة تستشهد هناك، يوجد عالم اختار أن يصمت ويسير في حياته دون أن يحرك ساكنًا، مكتفيًا بترديد أدعية وترانيم، وإنزال دموع لا نعلم حقيقتها من زيفها، وفي نهاية الأمر اجتماعات وجلسات يعقبها تفعيل وضع "Silent".

search