السبت، 05 أكتوبر 2024

09:42 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

افضحوهم.. قل جيش العدوان وليس جيش الدفاع

د. وليد عتلم

د. وليد عتلم

A A

خدعوك فقالوا؛ أنه جيش للدفاع، بالتاريخ والوقائع والشواهد والأدلة هو جيش للعدوان والإرهاب. حتى كتابة هذه السطور بلغت حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وفق ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني والصحة الفلسطينية نحو 10165 ونحو 27 ألف جريح منذ اندلاع المواجهات يوم 7 أكتوبر. منهم نحو 4500 طفل، وما يقارب الـــ 3000 شهيدة مرابطة فلسطينية.

من أبرز ما قرأت حول تاريخ النشأة الرسمية لما يطلق عليه بين قوسين (جيش الدفاع) مقال نشر عام 2019 للباحث الأردني الدكتور حسين عمر توقة المتخصص الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي والشؤون الاستراتيجية، والذي جاء تحت عنوان:  كيف تم تأسيس وتشكيل جيش الدفاع الإسرائيلي، والذي يقدم فيه الدكتور "توقة" توثيق وتأريخ تفصيلي للكيفية التي نشأ بها جيش الدفاع المزعوم من شراذم عصابات الأراضي العربية، حيث يشير المقال إلى أن بدايات تأسيس قوة الاحتلال العسكرية للدولة العبرية؛ ترجع إلى قيام الدولة العبرية في 1948، لكن التأسيس له كقوة احتلال ترجع إلى قبل ذلك بكثير وتحديداً مع أول مستوطنة يهودية في الأراضي العربية وهي مستوطنة " بتاح تكفيا " وتعني بالعربية فتحة الأمل عام 1878 والتي تم اغتصابها من قبل المجموعات اليهودية من المهاجرين عام 1881 شرق يافا كبلدة زراعية اشتراها اليهود من سكان قرية ملبس العربية وهي تعتبر بداية التاريخ الرسمي للاحتلال اليهودي في فلسطين.

عقب ذلك بدأ "بن جوريون" حملة " البناؤون المقاتلون " من سكان المستعمرات، مهمتها الاستيلاء على الأراضي العربية، والعمل على تهويدها وطمس وتشويه هويتها العربية. ثم يكمل المقال الموثق تتبع نشأة العصابات اليهودية المسلحة حتى قيام الدولة العبرية عام 1948.

الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي، وتحت عنوان "هوية وماهية جيش الدفاع" يعرف الجيش الإسرائيلي نفسه على أنه "الجيش الوطني النظامي لدولة إسرائيل. وأن مهمته الأولى تشمل الدفاع عن سيادة إسرائيل ومواطنيها وحمايتهم والحفاظ على الاستقرار والأمن ومواجهة كافة التحديات والتهديدات والتصدي لكافة أشكال العدوان على كافة الجبهات وإحباط جهود العدو الرامية الى زعزعة الحياة في الدولة أو المس بمصالحها الحيوية برًا، بحرًا وجوًا. وأنه يتحلى جنود جيش الدفاع بالالتزام الكامل بروحية ومبادئ المؤسسة العسكرية في خوض القتال، وتكريس كافة قواتهم، والتضحية بأنفسهم في سبيل الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها وسكانها.

كما يتعين على جنود جيش الدفاع التصرف بمقتضى القيم المتبعة لدى جيش الدفاع وأوامره، ومع مراعاة القوانين المعمول بها في الدولة وصون كرامة الإنسان، واحترام قيم دولة إسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية". عن أي قيم تحدثنا إسرائيل !!!!

حديثاً؛ ووفقا لموقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي يصنف (جيش الدفاع الإسرائيلي) على أنه قوة هجوم، وليس دفاع، وأنه ضمن أقوى 18 جيشا في العالم، وفقا لإحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي لعام 2023، التي تضم 145 جيشا حول العالم.

وبعيدا عن محددات القوة البشرية التي يصنف على أساسها الموقع قوة الجيوش العسكرية في العالم، واستنادا إلى معيار التسليح والعتاد العسكري فقط، نجد أنه الجيش الإسرائيلي يحتل المرتبة الـ 17 بين أكثر جيوش العالم إنفاق بميزانية دفاع تقدر بـ 24.3 مليار دولار في العام الجاري. يمتلك 601 طائرة حربية، ونحو 2200 دبابة. إضافة إلى 56 ألفا و290 مركبة عسكرية. و650 مدفعا ذاتي الحركة، و 300 مدفع مقطور. إلى جانب 300 راجمة صواريخ. وبحرياً نحو 67 وحدة بحرية. كل تلك القوة في مواجهة قدرات محدودة عسكرية لفصائل وتشكيلات عسكرية للمقاومة غير نظامية.  

تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حافل بالأدلة والمجازر التي ارتكبها هذا الجيش المدافع صاحب القيم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ووفقا لمراسل نيويورك تايمز في إسرائيل خلال فترة "حرب الاستنزاف" بين مصر وإسرائيل في الفترة 1968-1970. فقد ردت إسرائيل على الهجمات المصرية ضد قواتها المسلحة على طول القناة بقصف مدفعي مكثف وقصف للبلدات والمدن المصرية على طول ضفافها الغربية. وكانت "الأهداف غير المعلنة" هي "تحطيم الروح المعنوية المصرية" عن طريق جعل الحياة بائسة للسكان عمدًا، وأن القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي أجبر على إجلاء 750 ألف مدني، ودمر 55 ألف منزل، وقتل وجرح عددًا لا يحصى من الأشخاص.

على الصعيد اللبناني؛ كانت هناك ستة هجمات جوية وبرية إسرائيلية كبرى (والعديد من الأصغر حجماً) ضد لبنان: في الأعوام 1978، و1981، و1982، و1993، و1996، و2006. ورغم أن قوات حزب الله أو منظمة التحرير الفلسطينية كانت الأهداف الرئيسية لهذه الهجمات، إلا أن الهجمات الإسرائيلية المختلفة إلى مقتل أكثر من 15 ألف مدني، وإصابة عدة آلاف آخرين، واستهدفت عمداً شبكة الكهرباء اللبنانية والموانئ والمطارات ومستودعات الوقود والمصانع، فضلاً عن المنازل الخاصة، والشركات الصغيرة ، وعشرات المدارس، والمستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، هناك المجزرة الراسخة في عام 1982، الناتجة عن تعاون الجيش الإسرائيلي بشكل عام، وأرييل شارون بشكل خاص، مع الميليشيا اللبنانية ضد أكثر من 1000 مدني فلسطيني، بما في ذلك النساء والأطفال. في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين قرب بيروت. أما عن فلسطين والأراضي الفلسطينية، فحدث ولا حرج، يكفي للتدليل ما نشاهده الان عيانا بيانا على مدار الساعة من إجرام ووحشية غير إنسانية.

أكبر دليل على العقيدة الهجومية الاغتصابية الاحتلالية لجيش الدفاع المزعوم، ما ذكره غادي آيزنكوت، وهو رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق (2015-2019)، في عام 2008 عن تصوُّره لنظرية جديدة للأمن القومي الإسرائيلي. أفصح فيها عن عقيدة عسكرية إسرائيلية "جديدة" تحت مسمى "مبدأ الضاحية"، الذي سمي على اسم الهجوم الإسرائيلي عام 2006 بقنابل زنة 2000 رطل على الضاحية السكنية في بيروت، آيزنكوت أوضح بشكل صريح، أن "ما حدث في عام 2006 سيحدث في كل قرية يتم إطلاق النار منها على إسرائيل... سنطبق عليها قوة غير متناسبة ونسبب أضرارًا ودمارًا كبيرًا... هذه ليست توصية... لقد تمت الموافقة عليها". فعن أي دفاع تحدثنا إسرائيل !!!!.

search