السبت، 06 يوليو 2024

12:44 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

وليد عتلم يكتب: حكاية وطن.. الثقة في المسار

د. وليد عتلم

د. وليد عتلم

د. وليد عتلم

بدعوة كريمة من رئاسة الجمهورية؛ تشرفت بحضور اليوم الافتتاحي لمؤتمر حكاية وطن، بحضور وتشريف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومع عديد القضايا والتحديات التي تناولها المؤتمر في يومه الأول، كان الملمحان الأبرز بالنسبة لي هما، أولاً: استعراض رؤية مستقبلية لكل قطاع تناوله العرض تمثل برنامج عمل لاستكمال ما تم إنجازه، وعلاج الصعوبات الناجمة عن تداعيات الأزمات العالمية؛ كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية.

الملمح الثاني المهم؛ ما أكد عليه السيد الرئيس في الجلسة الافتتاحية، ويتعلق بــ "الثقة في المسار" وهو عنوان رئيسي أخر للمؤتمر إلى جانب حكاية وطن، وهو أيضا بيت الداء ما بعد 2011، و2013.

بعد أن لفظهم الشعب في ثورة شعبية وطنية في 2013، وهزم الفاشية الدينية، لم يكن هناك من طريق لتشويه مشروع يونيو الوطني سوى طريق الأكاذيب والشائعات ـــ التي للأسف يستجيب لها البعض ـــ والغرض الرئيس من هذه الأكاذيب والشائعات كان دائما وأبدا ضرب الثقة ما بين الشعب وقيادته الوطنية، وإفقاد الثقة في مشروع دولة يونيو الوطنية التي توافق واجتمع عليه عموم المصريين.

حرب تزييف الوعي بالشائعات، ومحاولات التشكيك لا تزال قائمة ومستمرة، خاصة في ظل وجود وانتشار ذباب الجماعة المحظورة الإلكتروني والذين لا يزالون يتعاطفون معها؛ تلك الكتلة التي تحاول استغلال أنصاف المواقف صحيحة كانت أم خاطئة لتبث روح اليأس والإحباط والتشكيك في كل ما هو قائم، ترى كل شيء بعين واحدة فقط ـــــــــ حتى لو كان إنجازاً واقعاً وملموساً بالفعل ــــــــــ لأن العين الأخرى لا يرى بها سوى الفشل والإحباط واليأس والتشكيك دائما في كل شيء بل ومحاولة تضليل الرأي العام وتزييف وعيه سواء عمداً أو جهلاً.

قضية الوعي وخلخلة ثوابت الهوية الوطنية المصرية كانت ولا تزال أبرز مهددات الأمن القومي المصري منذ انطلاق ما أطلق عليه "الربيع العربي"؛ واجهنا أكبر محاولة لتزييف الوعي العربي والمصري، من خلال محاولات التشويش والتأثير، والتحكم في وعي الشعوب على النحو الذي يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية، شملت معركة تزييف الوعي الوطني تحفيز عوامل التهديد ذات الطبيعة الاجتماعية من خلال تصدير أيديولوجيات لا تتفق وقيم المجتمع ومبادئه، وكذلك استخدام الحرب النفسية وأدوات الشائعات من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من أدوات الاتصال المضادة.

كان الاستهداف مباشر للشخصية الوطنية المصرية باعتبارها خط الدفاع الأول في معركة الوعي والهوية، والشخصية المصرية هي شخصية عميقة الجذور في أعماق التاريخ، تتسم بالمرونة والقدرة الدائمة على التكيف والتعايش مع المتغيرات الحضارية، على النحو الذي يجعلها قادرة بقوة على مواجهة التحديات التي فرضت عليها، ومن أبرز سمات الشخصية المصرية، هي سمة الوطنية؛ التي هي بمثابة عقيدة من نوع جديد وتمجيد لكيان يرتبط به أبناؤه، وتصبح التضحية في سبيله فرضاً على كل من يحتضنه هذا الكيان.

القضية أكبر من أزمة اقتصادية هي بمثابة أزمة حالة، سوف تنتهي عاجلاً أو آجلاً، لكن المهم هو "الثقة في المسار"، الثقة في المشروع الوطني الكبير لدولة جديدة، وحلم جمهورية جديدة، وأهمية الوعي والإدراك بأبعاد ومحددات هذا المشروع الوطني، وأهمية اكتماله لمصر والمصريين أولا وأخيرا. ما بعد 30 يونيو 2014؛ ودعنا عهود الضعف والتراجع، وانطلقنا بقيادة وطنية نحو التحديث والبناء في إطار "الجمهورية الجديدة". وكما كانت التحديات كبيرة كان الإنجاز سريعاً وعظيماً، نجحت "جمهورية يونيو الجديدة" في تثبيت أركان الدولة المصرية وإرساء دعائمها؛ دستورياً، تشريعياً وتنفيذياً، حقوقياً واجتماعيا، وأمنياً. وفوق ذلك وقبل ذلك كله تثبيت دعائم الهوية الوطنية المصرية.

ولا ختام أفضل من كلمات الدكتورة نعمات أحمد فؤاد في كتابها "شخصية مصر" الصادر في أعقاب نكسة 67؛ التي كتبت أنه "حين تقف آثار المجد المصري مستقرة ثابتة، شامخة لا تنال منها الأحداث أو الناس أو الزمن نفسه، يتحايل نفر على قلب الحقائق حتى يجدوا ثغرة إلى النفس المصرية تهز ثقتها أو تشككها في ذريتها، والمصريون يواجهون مثل هذه الحملات أو التحديات بالدفاع أو الصمت".

غير أن المصريين في 30 يونيو وعقب نكسة عام 2012 بوصول الجماعة إلى حكم مصر، قرروا واختاروا الدفاع عن شخصيتهم الأصيلة، وهويتهم العظيمة، وبكل قوة، وبعزم المصريين يستمر ويكتمل مشروع دولة يونيو الوطنية.