الأغنية "ترنيمة" النصر
محمد دوير
محمود دوير
كان عبور الهزيمة هو الحلم الأهم الذى يسعى ملايين المصريين إلى تحقيقه أملاً فى استعادة الأرض والكرامة وكان الفن في الصفوف الأولى للمقاومة منذ وقعت الهزيمة القاسية حتى تحقق وهج النصر العظيم ..ربما تسببت نكسة يونيو 1967 فى أزمة حادة لبعض صناع " الحلم " لكن روح ظلت يقظة وتشع بالأمل و لم تفقد قدرتها على المواجهة والصمود وحملت حناجر مغنييها كلمات وألحان عشرات المبدعين لتصبح الأغنية بما تملكه من تأثير سريع وتفاعل لحظي مع الأحداث هى الأقرب إلى قلوب وعقول الملايين ولنا فى تجربة "بليغ حمدي " و"عبد الرحيم منصور " مثالا فقد كانا مع "ورده " وشادية " وغيرهم من جنود المعركة العظماء
كان الجميع يتسابق لتقديم أغنيات النصر وقدمت مصر خلال أشهر قليلة ما يقرب من 70 عملا بينها 15 أغنيه من غناء المجموعة يحمل "بليغ " و" منصور " نصيبا وافرا منها .
و كان الثنائى " منصور – بليغ " هما الأسرع فى التفاعل مع لحظة النصر المبهرة وقدما وهى "بسم الله ... الله أكبر " لتكون أول أغنيه تقدمها الإذاعة بصوت المجموعة
وواصل الثنائي "بليغ حمدي – عبد الرحيم منصور " حضوره المميز وفى فجر يوم 7 أكتوبر يقدمان بصوت "وردة " واحدة من أروع أغنيات النصر وهى "على الربابة بأغنى " تلك الأغنية التي واجهت عقبة كانت تهدد ظهورها إلى النور حين لم تتوفر لدى الإذاعة المصرية أجور الموسيقيين والكورال مما دفع بليغ حمدي والفنانة وردة إلى توقيع إقرار منهما يفيد تحملهما أجور الموسيقيين والكورال، وعند وصول قائد الفرقة الماسية أحمد فؤاد للأستوديو قام بإبلاغ " وجدى الحكيم " مسؤول إنتاج الإذاعة المصرية جميع الموسيقيين والكورال متبرعين بأجرهم بالكامل وسوف يسجلوا الأغنية بدون أجر .وتحقق الأغنية نجاحا كبيرا وتصبح من أيقونات الأغنية الوطنية .
ويستمر الثنائي "بليغ – منصور " في تألقهما المدهش ويستلهمان من مقال نشرته صحيفة الأهرام للكاتب " توفيق الحكيم "حمل عنوان "عبرنا الهزيمة " ليقدما أغنيه بنفس العنوان وتغنيها الراحلة شاديه .
وكان المخرج "يوسف شاهين " قد انتهى من فيلم "العصفور " وكانت نهاية الفيلم هى أغنيه " رايات النصر " كتبتها الشاعرة "نبيلة قنديل " ولحنها زوجها الموسيقار "على اسماعيل " وكان الفيلم قد تم تأجيل عرضه بسبب اعتراض الرقابة عليه وبعد عبور القوات المسلحة توجه "شاهين " وقام بإهداء الأغنية إليها ليتم إذاعتها ضمن أغنيات النصر وتم استبدال مشهد النهاية بأغنية "مصر يا أمه يا بهيه " للشيخ إمام عيسى " ومن كلمات وأحمد فؤاد نجم
كما قدمت " نبيلة قنديل " مع "على اسماعيل " أحد أهم أغنيات النصر وهى "أم البطل " التى غنتها شريفة فاضل عقب استشهاد ابنها فى حرب أكتوبر في حرب أكتوبر
ولم يكن "عبد الحليم حافظ " بعيدا عن المشهد وبعد رحلة من البحث عن أغنية مناسبة لجأ "حليم " إلى الشاعر "محمد حمزة " الذى قدم له أغنيه "عاش اللى قال للرجال عدو القنال "
و كانت أغنيه "الباقي هو الشعب " التي رفضها العندليب من نصيب "عفاف راضي " وعانت تلك الأغنية من منع لسنوات وتهميش كبير من الإذاعة المصرية وذلك لأسباب رقابية .
وبعد عام من العبور تعاون العندليب مع "الأبنودي " فى واحدة من أروع ما كُتب عن العبور وهى أغنية "صباح الخير يا سينا " والتى لحنها "كمال الطويل " .
وكان الراحلة "سعاد حسنى " حاضرة من خلال أغنية "دولا مين ودولا مين " والتي ذهبت بكلماتها إلى الإذاعي وجدي الحكيم وقالت له: "أنا عايزة أغني للأبطال" وأسمعته كلمات " أحمد فؤاد نجم وسجلت سعاد الأغنية من ألحان كمال الطويل .
ومن أهم تلك الأغنيات "صبرنا وعبرنا" للمجموعة تلحين محمود الشريف، و"سمينا وعدينا" لشهر زاد تأليف علية الجعار وتلحين عبد العظيم محمد، و"باب الفتوح" لنجاة، و"النهاردة كل شيء أصبح له معنى" تأليف مجدى نجيب، و"صباح النصر" لفايزة أحمد وقدمت المطربة نجاح سلام قدمت " صوت المآذن " مع الملحن أحمد صدقي، أما الملحن محمود الشريف فعاد وقدم "صبرنا وعبرنا" ومحرم فؤاد "يامصرنا يا حرة "، وقدم المطرب السورى موفق بهجت "يا جندي بلادي يابطل"، وعفاف راضي "ياقمر خدني لحبيبي" وتسلمي يا شدة يا صانعة الرجال" فيما قدم محمد رشدى "مصر أول حب" و"راجعين لعشنا"، بينما قدمت فايزة أحمد أغنية صباح النصر يا مصريين .
رصيد هائل من الغناء منحته "أكتوبر " للأغنية الوطنية نستعيده دائما سواء فى احتفالات أكتوبر من كل عام أو فى أحداثنا الوطنية المضيئة فقد صنع النصر روحا جديدة ومنح المصريين طاقة بلا حدود واستعاد الأمل الذى خبأته النكسة .ده مقال
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً