أزمات غاز ومياه وكهرباء، أهالي سكن مصر بالقاهرة الجديدة يعيشون حياة أشبه بالجحيم
أرشيفية
منار عبد العظيم
ما زال سكان منطقة "سكن مصر - ساوث هليز"، التي كانت تعرف سابقًا بـ"أرض المعارض" في القاهرة الجديدة، يعانون من مشاكل متعددة تلقي بظلالها على حياتهم اليومية منذ حوالي 7 سنوات.
فبين تأخيرات ضخمة في تسليم الوحدات السكنية، وقصور في الخدمات الأساسية مثل الغاز، الإنترنت، والكهرباء، تتزايد الشكاوى من السكان، الذين يعانون من أوضاع لا تليق بما تم وعدهم به.
وخلال زيارة ميدانية لموقع المشروع، تواصلنا مع عدد من السكان المتضررين، الذين عبروا عن استيائهم العميق من الأوضاع الراهنة.
وقالوا إنهم لم يواجهوا فقط تأخيرًا في استلام شققهم، بل أيضًا عايشوا ظروفًا صعبة، جراء المشاكل المستمرة في البنية التحتية والخدمات التي تفتقر إلى الجودة، مما جعل حياتهم أكثر تعقيدًا في مشروع كان من المفترض أن يكون نموذجًا سكنيًا متميزًا.
مشاكل متعددة منذ بداية المشروع
وبدأت المشاكل منذ استلام بعض الوحدات، حيث أكد العديد من السكان أن تكرار انقطاع الكهرباء، ما يتسبب في تلف الطعام ويعطل استخداماتهم اليومية.
في الوقت نفسه، يشكو البعض من نقص في إمدادات المياه، مما يضطرهم إلى معاناة في تلبية احتياجاتهم الشخصية. كما تبرز مشكلات كبيرة في السباكة، التي لم يتم إصلاحها رغم الوعود المتكررة من الجهات المسئولة.
وفيما يتعلق بالغاز، أفاد عدد من السكان بأنه لم يتم تركيب الغاز في العديد من الوحدات السكنية، مشيرين إلى أنهم تلقوا وعودًا بتوصيل الخدمة في أقرب وقت، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق حتى الآن.
التأخير في التسليمات.. 7 إلى 8 سنوات من الانتظار
من أبرز القضايا التي يواجهها السكان هي التأخيرات الطويلة في تسليم الوحدات بعض الوحدات لم يتم تسليمها إلا بعد مرور سبع أو ثماني سنوات على بدء المشروع، ما أثار استياء كبيرًا لدى المواطنين.
كما أشار أحد السكان في تصريحات لـ“الجمهور”، أنه استلم شقته بعد مرور أعوام على موعد الاستلام الأصلي، ورغم ذلك لا يزال يعاني من العديد من المشاكل المتعلقة بالتشطيبات.
المشاكل في التشطيبات والتجهيزات
تتكرر شكاوى السكان بشأن التشطيبات الرديئة، التي لا تتناسب مع المواصفات التي تم الإعلان عنها في كراسة الشروط.
فقد اشتكى الكثيرون من سوء تركيب السيراميك، وكسر في الواجهات، وتوزيع غير دقيق للمرافق داخل الوحدات السكنية.
كما أن العديد من السكان أشاروا إلى أن الأرضيات غير متساوية وأن المياه تتجمع خلف الأبواب بسبب نقص في التهوية.
وأكد آخرون أن الشبابيك تأتي بدون سلك لحمايتها، وأن الدهانات كانت غير جيدة ولم تراعِ معايير الجودة المطلوبة.
المرافق والخدمات.. مشاكل مستمرة
أشار العديد من السكان إلى مشاكل أخرى تتعلق بالمرافق الأساسية، مثل الإنترنت والتلفونات، التي لم يتم تركيبها بشكل كامل في المنطقة، على الرغم من الوعود المتكررة من المسؤولين.
وأكد البعض أن الشوارع الداخلية للمشروع لم تتم صيانتها بالشكل المطلوب، ما أدى إلى تدهور حالتها وتجمع النفايات في العديد من المناطق، مما يخلق بيئة غير صحية للسكان.
تأثير التأخير على حياة المواطنين
تسبب تأخير تسليم الوحدات في مشاكل عديدة للسكان، خاصة لأولئك الذين خططوا للانتقال إلى المنطقة بناءً على الوعود السابقة.
وقال أحد السكان إن العائلات كانت قد قررت نقل أبنائها إلى مدارس قريبة من المنطقة ظنًا منهم أن التسليم سيحدث في الموعد المحدد، لكن مع التأخير المستمر أصبح من الصعب عليهم التكيف مع الوضع.
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، قال أحد السكان: “لقد دفعنا أموالًا ضخمة، وكان من المفترض أن نستلم شققنا في غضون عامين، لكننا الآن ننتظر منذ سنوات طويلة دون أي تحسن يذكر.”
مطالب السكان .. الالتزام بالوعود وتحديد مواعيد نهائية
يطالب سكان "سكن مصر - ساوث هليز" الجهات المسؤولة بالالتزام بما ورد في كراسة الشروط، والعمل على تسريع تسليم الوحدات المتأخرة.
كما يطالبون بجدول زمني دقيق يتضمن مواعيد محددة لإتمام جميع الأعمال المتبقية، وتوصيل المرافق والخدمات الأساسية على وجه السرعة.
وقال أحد السكان: "نريد فقط أن نعيش في بيئة آمنة ومريحة، ونحن نطالب بحقوقنا التي تم الوعد بها، وأن تتم معالجة جميع المشاكل بشكل فوري."
وتتوالى التعليقات على السوشيال ميديا بشكل كثيف حول مشاكل مشروع "سكن مصر" في منطقة أرض المعارض، حيث يعبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد من عدة جوانب تتعلق بالمشروع.
من أبرز هذه الانتقادات، ما يتعلق بتأخيرات تسليم الوحدات السكنية، حيث يرى البعض أن الوعود التي تم تقديمها بشأن مواعيد التسليم لم تُنفذ، ما تسبب في حالة من الإحباط لدى المستفيدين الذين كانوا يترقبون استلام وحداتهم في الأوقات المحددة.
كما يشير العديد من المتابعين إلى ضعف جودة التشطيبات في بعض الوحدات، ما يجعلهم يشعرون بأنهم لم يحصلوا على القيمة مقابل الأموال التي دفعوها، مؤكدين أن التشطيبات غير مطابقة للمواصفات التي تم الإعلان عنها في بداية المشروع.
البعض الآخر يتحدث عن مشاكل تتعلق بالبنية التحتية والمرافق، حيث يلاحظ نقص في الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى وجود تأخيرات في استكمال بعض المشروعات الخدمية التي كانت مفترضًا أن تكون جزءًا من المشروع منذ البداية.
بالإضافة إلى ذلك، يتبادل المستخدمون على منصات السوشيال ميديا صورًا وفيديوهات تظهر الحالة المتردية لبعض الوحدات السكنية، ويعبرون عن أملهم في أن يتم إصلاح هذه المشاكل في أقرب وقت ممكن.
وكان وزير الإسكان قد قام الأسبوع الماضي بجولة تفقدية لمتابعة مشروع "سكن مصر" بمنطقة أرض المعارض، حيث وجّه بسرعة الانتهاء من أعمال التشطيبات، معبراً عن استيائه من بطء سير العمل، التشطيبات الداخلية، ومستوى الإنجاز الحالي.
وشدد الوزير على ضرورة سحب الأعمال من الشركات غير الملتزمة بالجداول الزمنية المحددة، مع وضع خطة زمنية شهرية تضمن تسليم 25 وحدة على الأقل، بهدف الانتهاء من تسليم المشروع بالكامل خلال عام.
ورغم هذه التوجيهات الصارمة، لا يزال هناك تباطؤ واضح في تنفيذ الأعمال المطلوبة، بالإضافة إلى ظهور مشاكل في الخدمات المقدمة داخل المشروع.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
بعد القرار الأخير ..في رأيك هل تنجح التربية والتعليم في حل أزمات الثانوية العامة ؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً