الدمار في كل مكان، حرائق أمريكا تعيد للأذهان مشاهد الهجوم النووي على هيروشيما

لطالما شكل الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي في أغسطس 1945 نقطة تحول تاريخية في الحرب العالمية الثانية، حيث أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء وتسبب في تدمير شامل للبنية التحتية.

ومع مرور الوقت، مثلت تلك الهجمات أسوأ ما شهدته البشرية في تاريخ الحروب الحديثة من حيث الخسائر البشرية والدمار المادي، لكن في الأيام الأخيرة، بدأت بعض الحرائق الكبرى التي اجتاحت الولايات المتحدة، مثل حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس وكاليفورنيا وكولورادو، تثير مقارنات بين هذه الكوارث وبين الهجوم النووي على اليابان، خاصة في سياق الدمار الشامل الذي أحدثه كلا منهما.

حرائق الغابات في الولايات المتحدة

وتعتبر حرائق الغابات في أمريكا من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في السنوات الأخيرة، ففي كل صيف، تندلع حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة من الغابات والمنازل، مما يؤدي إلى مقتل العديد من الأشخاص وتشريد آلاف العائلات. 

وشهد عام 2025 بداية غير موفقة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في تحول مناخي شديد يعكس حجم المخاطر المترتبة على التغيرات المناخية العالمية، كما تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدة من أخطر الأزمات المناخية في تاريخها الحديث.

وبعد أسابيع قليلة من تعرضها لفيضانات كارثية، تعاني الولاية الآن من سلسلة من الحرائق المدمرّة التي تجتاح مساحات واسعة من أراضيها.

حرائق الغابات في لوس أنجلوس الأمريكية

وتشهد لوس أنجلوس الأمريكية المعروفة بـ«مدينة الملائكة» كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث اندلعت حرائق غابات هائلة في مناطق مختلفة من المدينة، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وتدمير أكثر من ألف مبنى.

وبالإضافة إلى ذلك، اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى ترك منازلهم بسبب التهديدات المستمرة، وتعد هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث التي تعرضت لها المدينة، وتعكس بشكل صارخ تأثيرات تغير المناخ على المناطق الحضرية والريفية في ولاية كاليفورنيا.

خسائر حرائق لوس أنجلوس تتجاوز 50 مليار دولار

أعلنت الشركة الأميركية للخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الثروات "جي بي مورجان" أن الخسائر الناتجة عن حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا هذا الأسبوع قد وصلت إلى نحو 50 مليار دولار، مع توقعات بزيادة هذه الخسائر مع استمرار الحرائق وتوسع نطاقها.

تقديرات الخسائر

ووفقًا لتقديرات "جي بي مورجان"، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرائق في لوس أنجلوس قد زادت بأكثر من الضعف منذ يوم الأربعاء الماضي، لتقترب من 50 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا الرقم يعكس تزايد الأضرار الناجمة عن استمرار اندلاع الحرائق.

العوامل التي تفاقم من أزمة الحرائق

وتعتبر رياح "سانتا آنا" الشهيرة بـ«الرياح الشيطانية» في كاليفورنيا أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في انتشار الحرائق بسرعة.

وتنطلق هذه الرياح الجافة والساخنة، التي عادة ما تهب بين شهري سبتمبر ومايو، من الصحاري المجاورة في يوتا ونيفادا، وتضرب جنوب كاليفورنيا بسرعة تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة، مما يساهم في خفض الرطوبة ويزيد من شدة الحرائق.

وتعمل هذه الرياح على تسريع انتشار النيران وتحد من قدرة فرق الإطفاء على السيطرة عليها.