تحول صناعي وتغيير في موازين الاقتصاد، تفاصيل الصفقة الصينية الجديدة بمصر
أرشيفية
منار عبد العظيم
تبرز العلاقات المصرية-الصينية في أفق جديد من النمو والازدهار، مع إعلان أحدث صفقة استثمارية ضخمة من قبل الصين في السوق المصري في إطار التوجهات الاستراتيجية لتوسيع التعاون الاقتصادي.
وتعتبر هذه الصفقة خطوة محورية في تعزيز التعاون بين البلدين، مما يفتح آفاقًا واسعة لمزيد من الفرص الاقتصادية في مختلف القطاعات.
وتشكل هذه الاستثمارات ركيزة أساسية في تعزيز مكانة مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، مما يعكس ثقة كبيرة في الاقتصاد المصري ومستقبل واعد للاقتصاد الإقليمي.
العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية
وتعد العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين علاقة قديمة تمتد لعقود طويلة، حيث كانت الصين طوال تلك الفترة تسعى للاستثمار في السوق المصري الذي يُعدّ بوابة هامة لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتعتبر منطقة قناة السويس من أبرز الأماكن التي شهدت استثمارات صينية ضخمة، بالإضافة إلى أنها مركز مهم لمشروعات استراتيجية مثل "طريق الحرير" الذي تسعى الصين لتطويره، والذي يعتمد بشكل كبير على موقع مصر الجغرافي كحلقة وصل بين الشرق والغرب.
ووصلت الاستثمارات الصينية في مصر إلى مرحلة متقدمة حيث يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر حوالي 2066 شركة، وتجاوزت استثماراتها 8 مليارات دولار.
وتعكس هذه الأرقام مدى النمو الذي شهدته العلاقات بين البلدين، خاصة بعد انضمام مصر إلى تجمع بريكس الذي فتح المزيد من أبواب التعاون الاقتصادي بين القاهرة وبكين.
الاستثمار الصيني الجديد… مجمع صناعي للأسمدة الفوسفاتية
وتُعتبر الصفقة الصينية الأخيرة مع شركة آسيا-بوتاس الصينية بمثابة نقلة نوعية في مجال الاستثمارات الصناعية بمصر، حيث أعلنت الشركة عن ضخ استثمارات تتراوح ما بين 7 إلى 10 مليار دولار لتنفيذ مشروع ضخم للإنتاج الصناعي للأسمدة الفوسفاتية.
ويهدف هذا المشروع إلى بناء مجمع صناعي متخصص في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وستتضمن المرحلة الأولى من المشروع استثمارًا قدره 1.6 مليار دولار لاستكشاف واستخراج 2 مليون طن من الفوسفات سنويًا.
وتستهدف الشركة تصدير 100% من إنتاجها إلى الأسواق المجاورة، مما سيعزز مكانة مصر كمصدر رئيسي للأسمدة الفوسفاتية في المنطقة.
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية النهائية للمشروع إلى 10 ملايين طن سنويًا من الفوسفات، مما يجعله أحد أكبر المشروعات الصناعية في المنطقة.
الصفقة الصينية.. نقطة انطلاق لمزيد من الاستثمارات الأجنبية
ولا يُعدّ هذا المشروع مجرد صفقة استثمارية جديدة، بل يعتبر بداية لحقبة جديدة من التدفقات الاستثمارات الصينية إلى السوق المصري.
وتُعد هذه الصفقة ثاني أكبر صفقة استثمار أجنبي في مصر بعد صفقة رأس الحكمة، التي من المتوقع أن تصل استثماراتها الإجمالية إلى 150 مليار دولار عند اكتمال المشروع.
ويساهم هذا الاستثمار الجديد بشكل كبير في تدفق العملة الصعبة إلى مصر، ما يؤدي إلى استقرار سعر الدولار وتعزيز الاقتصاد المصري بشكل عام.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس شركة آسيا-بوتاس، زينج يوي، أن هناك تزايدًا في اهتمام المؤسسات الصينية بالاستثمار في مصر، مشيرًا إلى بيئة استثمارية جاذبة تساهم في جذب استثمارات إضافية تتمتع بقيمة مضافة عالية.
وأعرب «يوي» عن رغبة الشركة في التعاون مع مشروعات إنتاج الأمونيا الخضراء المخطط تنفيذها في مصر، وذلك لتوفير إمدادات الطاقة اللازمة للمجمع الصناعي، بما يتماشى مع استراتيجيات الشركات الصينية لتطوير صناعة صديقة للبيئة.
تداعيات الصفقة على الاقتصاد المصري
وتعتبر هذه الصفقة إضافة قوية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر، وستساهم في تقوية موقف مصر الاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي.
وتعزز زيادة الاستثمارات الصينية في السوق المصري، بالإضافة إلى تزايد التوجه نحو الصناعات الخضراء والمستدامة، من موقع مصر كقوة اقتصادية صناعية في المنطقة.
وستعزز هذه الصفقة من قدرة مصر على تصدير المنتجات الزراعية والصناعية إلى الأسواق الدولية، ما يعزز من دور مصر كمركز رئيسي للتجارة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
بعد القرار الأخير ..في رأيك هل تنجح التربية والتعليم في حل أزمات الثانوية العامة ؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً