علاء عصام يكتب.. لماذا تعود الميليشيات الإرهابية للظهور من الشام؟
علاء عصام
كست الدموع الحائرة عيون الشعب السوري، بعد أن عادت جحافل الميليشيات الإرهابية، قادمة من إدلب لتغزو حلب الباسلة، وتطل بوجهها القبيح والإجرامي على المشهد السياسي والعربي مرة أخرى، بعد غياب لسنوات ليست طويلة، شاهدنا خلالها أبشع جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والنهب في قلب سوريا الحبيبة.
لكي نفهم أكثر فهذه الجماعات التي تسمي نفسها أحرار الشام هي جماعة انفصلت عن تنظيم القاعدة الإرهابي، كما أن الميليشيات الأخرى التابعة للجيش الحر، التي تشارك أحرار الشام في العمليات القتالية بسوريا، تدين بولائها لجماعة الإخوان الإرهابية، وكلاهما اختبأوا بإدلب السورية علي مدار خمس سنوات، وطبعا لم يستطع الجيش العربي السوري الاقتراب منهم بسبب الحماية الأمريكية والإسرائيلية لهم.
بعد أن أحرز الجيش العربي السوري انتصارات كبرى على هذه الميلشيات منذ 5 سنوات بدعم روسي وإيراني ولبناني، رأت إسرائيل ضرورة حمايتهم لفترة من الزمن، حتى تستطيع تنظيمهم مرة ثانية، لاستعادة الدور الذي يلعبونه منذ 2011، وهو تعزيز الصراع المذهبي والطائفي بين الشعوب العربية، وتنفيذ مخطط تقسيم الشام لمناطق ودويلات سنية وشيعية ومسيحية.
لا شك أن هذا التقسيم المذهبي سيُعطي مبررا للدولة اليهودية، لأن تتمدد وتتوسع ولطالما أصبحت هوية هذه الدويلات دينية ومذهبية، بل سيجعل إسرائيل حسبما يخططون، هي الدولة الدينية الأكبر والتي يسعي الصهاينة، لأن تتمدد من النيل للفرات ولكن هذه المخططات لن تنفذ و«لو شافوا حلمة ودنهم».
في ظني ستظل حالة الصراع المذهبية والدينية والطائفية، بقلب الشام لأنه يموج ثقافيا بمثل هذه الأفكار وحالة التناحر المذهبي منذ سنوات طويلة، بينما مصر لا تعرف هذا النوع من الصراع، ولهذا أسقطنا جماعة الإخوان من على الحكم في عام واحد فقط.
وبينما كانت القاعدة العسكرية الأمريكية في شمال سوريا تدرب هؤلاء الإرهابيين، بالتنسيق مع إسرائيل وتُعدهم لهذه الأيام، كان جيش الصهاينة علي الجانب الآخر، يُنهك قدرات حزب الله وإيران على مدار عام حتى يفقد بشار الأسد تركيز داعميه، ويفاجئ بهذا الهجوم الإرهابي المدعوم أمريكيا وإسرائيليا.
ومن الواضح أن الوعود الأمريكية الضخمة لإسرائيل مع عودة ترامب، ومنها توسيع رقعة الكيان الصهيوني، وتمدده أكثر وأكثر بشمال غزة وبالقدس، يحتاج لاستكمال مخطط التقسيم المذهبي في الشام، واستمرار النيران المشتعلة في السودان واليمن وليبيا والعراق، وحصار مصر بشكل دائم لا سيما أنها ما زالت القوية الباقية، وخط الدفاع الأخير عن منطقتنا التي تعاني من التقسيم والدمار.
بالتأكيد واهم من يعتقد أن هذا الصراع في منطقتنا العربية، يُضير إيران الفارسية، التي تسعي لمد النفوذ الشيعي في الشام واليمن، وأصبحت تقوده بلا منافس وتسعى من خلاله لإشعال صراع مذهبي آخر في الخليج.
وفي النهاية علينا أن نثق تماما في قدرة جيشنا المصري على حمايتنا من هذه المخططات، وبالتوازي يقف مخزوننا الثقافي حائط صد أمام أي اختراق إخواني أو ميليشياوي لمصر، ويبقي أن نعمل على بناء اقتصادنا الإنتاجي، لأننا لم نعد نملك رفاهية الاعتماد على موارد أو سلع غيرنا.
أخبار ذات صلة
من الأقرب لتولي منصب مدير الكرة في الأهلي؟
-
وليد سليمان
-
محمد شوقي
-
علاء ميهوب
أكثر الكلمات انتشاراً